أدت الهطلات المطرية التي عمت معظم المناطق مؤخراً وكذلك تحسن الظروف الأمنية في عدد من الأرياف وانخفاض تكاليف الإنتاج وقلة الإصابات الحشرية جميعها عوامل أدت إلى تحسن نسب الإنتاج المتوقعة من القمح وهو ما سينعكس إيجاباً على واقع المخازين وتعزيز الأمن الغذائي في سورية بشكل عام.
في الحسكة قال المهندس عامر سلو مدير الزراعة: إن الظروف الجوية المناسبة هذا العام أسهمت في تطور نمو النبات بشكل طبيعي خلال الشهرين الماضيين ويضيف: إن الحالة العامة لمحاصيل الحبوب البعلية والمروية جيدة في مناطق المحافظة الجنوبية التي تتركز فيها زراعة الشعير البعل والزراعات البقولية إلى جانب الوضع الجيد لجميع المحاصيل المزروعة في منطقة الاستقرار الزراعي الأولى شمال المحافظة.
ولفت إلى أن العمل يتركز حالياً على توفير مستلزمات موسم الحصاد لحين صدور التسعيرة الرسمية لاستلام محاصيل الحبوب من قبل اللجنة الاقتصادية في رئاسة مجلس الوزراء وتحديد المراكز التي سيتم اعتمادها لاستلام الكميات المسوقة من هذه المحاصيل.
يشار إلى أن المساحات المزروعة بمحصول القمح المروي في الحسكة تبلغ 157 ألفا و600 هكتار والبعل 298 ألفا و125 هكتارا بحسب رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس عزاوي العزاوي الذي يبين أن الإنتاج المتوقع من محصول القمح بنوعيه المروي والبعل في المحافظة يبلغ أكثر من 755 ألف طن.
يذكر أن التحضيرات لانطلاق موسم الحصاد تسير على قدم وساق في الحسكة ويؤكد مدير عام مؤسسة تجارة وتصنيع الحبوب موسى نواف العلي أن المؤسسة أمنت نحو أربعة ملايين كيس خيش ويتم حالياً استكمال المستلزمات الضرورية لموسم الشراء كمواد التعقيم والرقائق البلاستيكية.
وبيّن العلي أن الحكومة مهتمة باستلام كامل إنتاج القمح لتشجيع الفلاحين على الزراعة وتعزيز المخازين الاستراتيجية وذلك من خلال وضع تسعيرة تتناسب مع جهودهم وتكاليف الإنتاج.
من جانبه المهندس طلال أمين مدير فرع الصوامع في الحسكة لفت إلى الانتهاء من أعمال صيانة الصوامع استعدادا لاستقبال عمليات تسويق محاصيل الحبوب للموسم الزراعي الحالي مشيرا إلى أن الفرع يقوم يومياً بغربلة أكثر من 800 طن من مادة القمح لتأمين حاجة مطاحن المحافظة وتأمين الأقماح النظيفة التي يتم شحنها إلى كل من مدينتي طرطوس ودمشق.
وكانت زراعة القمح في محافظة حمص قد شهدت تحسناً ملحوظاً بجميع المناطق مقارنة مع العام الماضي نتيجة كثافة الهطلات المطرية منذ بداية الموسم الزراعي وحتى مراحل نمو المحصول وبداية الإزهار والإسبال والكلام لمدير زراعة المحافظة المهندس نزيه الرفاعي الذي توقع أن تصل كميات القمح للموسم الزراعي الحالي إلى نحو 53 ألفا و548 طنا بعد أن بلغ العام الماضي 18 ألفا و622 طنا فقط.
وفي محافظة درعا فرضت ظروف الأزمة نفسها على الواقع الزراعي حيث أدى التعثر في تأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي وخاصة المحروقات والأسمدة والبذار إلى انخفاض نسب الإنتاج المتوقعة من القمح.
ويشير المهندس عبد الفتاح الرحال مدير الزراعة في المحافظة إلى أن المساحة المخططة لزراعة القمح المروي في المحافظة للموسم الحالي تبلغ 12,842 ألف هكتار نفذ منها 10,9 آلاف هكتار والقمح البعل 64,513 ألف هكتار نفذ منها 47,7 ألف هكتار.
من جانبه بيّن رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية زراعة درعا المهندس بسام الحشيش أن المحاصيل بحالة جيدة ولا خوف عليها لعدم وجود صقيع أو رياح قوية ورطوبة وحرارة عالية في حين أشار المهندس محمد الشحادات معاون مدير الزراعة إلى الإجراءات المتخذة لحماية محصول القمح الذي عادة ما يصاب بآفات خطيرة قد تؤدي لخفض نسب الإنتاج وهما صدأ القمح والسونة وفأر الحقل الذي أصيب به نحو 6150 هكتارا العام الماضي وتمت مكافحته بالكامل وفقاً لرئيس دائرة الوقاية في مديرية الزراعة المهندس حسن الصمادي.
وفي السويداء تجاوزت نسبة تنفيد الخطة الزراعية لمحصول القمح 90 ٪ إذ بلغت مساحة القمح الإجمالية 28908 هكتارات منها فقط 240 هكتاراً مروياً ويوضح مدير فرع إكثار البذار في السويداء المهندس وائل الطويل أن إجمالي كميات بذار القمح الموزعة خلال الموسم بلغت نحو 1614 طنا بزيادة قدرها نحو 210 أطنان عن الموسم الماضي، عازيا ذلك لتحسن كميات الأمطار وثقة المزارعين بنوعية هذه البذار.
وفي حماة بلغت مساحة الأراضي المزروعة بمحصول القمح والواقعة تحت إشراف الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب نحو 52 ألفا و392 هكتاراً منها 48787 مروياً و3605 هكتارات بعل.
ويؤكد مدير الثروة النباتية في الهيئة المهندس وفيق زروف أن حالة محصول القمح في أراضي منطقة الغاب جيدة ولم يتم تسجيل إصابات كبيرة في حين أشارت رئيسة شعبة المحاصيل في مديرية زراعة حماة مروة عكرم إلى أن نسبة تنفيذ الخطة الزراعية بلغت 76 بالمئة وأن وضع محصول القمح ضمن أراضي زراعة حماة والمقدر بنحو 25295هكتاراً جيد ويكاد يخلو من الإصابات الفطرية باستثناء بعض المساحات المحدودة في منطقة محردة التي أصيبت بمرض الصدأ الأصفر من دون أن تشكل خطورة على كمية ونوعية الإنتاج.