نجح مصرف سورية المركزي في الحد من ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة، إذ ساعدت إجراءاته الأخيرة على تعزيز الثقة بالعملة الوطنية وقوة تماسكها.
إجراءات «المركزي» أسقطت كل التوجهات بتحقيق مكاسب غير مشروعة عبر المتاجرة بالقطع الأجنبي، وأسست لظاهرة جديدة بدأت تأخذ بعدها في الشارع السوري تمثلت بالترويج لحملات تدعو إلى مقاطعة شراء الدولار وحث المدخرين إلى تصريف ما بحوزتهم في المنافذ الرسمية المعتمدة.
العديد من المواطنين الذين التقتهم صحيفة "تشرين" أمام عدد من شركات الصرافة توجهوا لتصريف ما لديهم من قطع أجنبي كتعبير عن وقوفهم إلى جانب الإجراءات الحكومية الرامية إلى تعزيز قيمة الليرة، مطلقين بذلك أولى بوادر الحملات الداعية إلى مقاطعة شراء الدولار انطلاقاً من قناعة لو أن كل السوريين قاطعوا شراء الدولار مدة عشرة أيام فإن قيمته ستتهاوى إلى مستويات كبيرة، فكيف إذا أقدم السوريون على بيع مدخراتهم منه..؟؟
عدد لا يستهان به من المواطنين بدؤوا يعون أنه لا حاجة لشراء الدولار إلا لأسباب اضطرارية أو ملحة، فالوقوف على حد تعبيرهم أمام شركات الصرافة ساعات من أجل الحصول على 200 دولار وادخارها ومن ثم بيعها عندما ترتفع أسعار الصرف هو مشاركة للإرهاب في تخريب الاقتصاد الوطني، فالتعامل مع السوق السوداء ومضاربيها جريمة ويجب أن يعاقب عليها كل من تسول له نفسه المتاجرة بعملته الوطنية.
ولا يمكن فصل الحالة التي بدأت تسود المزاج العام للمواطنين عن الحملات الداعمة لليرة وآخرها حملة الفينيق السوري التي استهدفت المغتربين السوريين الموجودين في دول العالم، فالحملة أثبتت نجاحها من خلال ملايين الدولارات التي حولت إلىالمصرف المركزي السوري من بلدان عربية وأجنبية، منها الكويت، الأردن، أمريكا، الإمارات، لبنان، السعودية، دبي، أبو ظبي، اليونان، روسيا، قطر، السويد، كندا، ماليزيا، بريطانيا، وغيرها من الدول الأخرى، إضافة إلى أن الحملة أعلنت عما اسمته جلسة تدخل بعد الجلسة الأولى التي استهدفت حركة الأموال، والجلسة المعلن عنها مخصصة لدعم وشراء المنتجات السورية المتوافرة في كل دول العالم وبكميات كبيرة، كما توجه المسؤولون عن الحملة بإعلان إلى المغتربين الداعمين والمساهمين ورجال الأعمال المتوجهين إلى الأراضي السورية هذا الأسبوع وحتى نهاية شهر آب القادم بهدف دعم العملة الوطنية لفتح حسابات جارية بالدولار الامريكي في المصرف التجاري السوري الحكومي، وتأمين كل التسهيلات وتبسيط الإجراءات اللازمة لفتح الحساب وإمكانية سحب المبالغ بالدولار من الرصيد المودع بالدولار.