رغم الارقام التي كشفتها دراسة أجرتها شركة الاستشارات العقارية "رامكو" عن أن 83,976 متراً مربعاً أنجزت في عام 2014 لم يتم بيعها، فإن المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة رجا مكارم يعتبر أن هذه الارقام "لا تدل أن أوضاع القطاع العقاري وصلت الى حافة الهاوية كما يحب أن يصفها البعض".
وتمثل هذه المساحة 271 وحدة سكنية جديدة تقدر قيمتها بنحو 480 مليون دولار. وقد استندت الدراسة إلى 56 مشروعا أنجز في 2014 موزعة على أكثر من 62 منطقة من مدينة بيروت الادارية. ويقول مكارم أن "الشقق غير المباعة تعكس عادة المخزون الذي تعتريه بعض السلبيّات إما في الحجم أو الموقع أو السعر أو نوعية البناء. فبعض المطورين شرعوا بالبناء من دون معرفة تامة للسوق العقارية. وعند انتهائهم، لم تتطابق شققهم مع الطلب الحالي".
وتبيّن الدراسة كذلك انخفاض نسبة المبيعات بـ 2,5% مقارنة بعام 2013، اذ بلغ متوسط المبيعات نسبة 76% (نسبة للمساحة المبنية) في المشاريع التي أنجزت في 2014. وبلغ متوسط المبيعات 78% في 2013، و82% في عام 2012. ومن بين بعض الأمثلة اللافتة، أن 9 مشاريع من قائمة المباني المختارة، راوحت نسبة مبيعاتها بين 0% و 50% علماً أن أي مشروع معزول لم يبع أي شقة على الإطلاق". وهذه الأرقام وفق مكارم دليل على "ان سوق العقارات السكنية لا تزال تمر بفترة من الهدوء، وأن الامور لا تزال تحت السيطرة ومطمئنة نوعا ما".
وانطلاقاً من نتائج الأعوام الثلاثة الماضية، استنتج مكارم أن ثمة ما بين 500 و600 شقة غير مبيعة في بيروت الادارية، تقدر مساحتها بـ 180 ألف متر تقريباً وقيمتها نحو مليار دولار.
ولفت الى انه رغم الأزمة السياسية والأمنية التي تمر فيها البلاد، لا يزال ثمة مطوّرون يطلبون شراء عقارات لتطويرها، وهذا دليل عافية برأيه"، ولكنه حذّر من أن الامور لن تبقى على هذه الحال الى ما لا نهاية، خصوصاً وأن القطاع بدأ يشعر بثقل هذه الازمات التي بدأت تأكل من لبّ مناعتنا".