ساهمت المساعدات الدولية، البالغة 800 مليون دولار، بدعم النمو الاقتصادي بنسبة 1,3 في المئة في العام 2014، لكنّ توقعات النمو ما زالت تتفاوت بقوة بين اقتصاديّ وآخر محليّ أو دولي. أمّا أسوأ ما نَتج عن النزوح السوري فهو ارتفاع نسبة البطالة في لبنان الى 20 في المئة.
تتفاوَت نسب التوقعات للنمو الاقتصادي في لبنان بين شركة وأخرى، وبين مصدر دولي وآخر. وفي أحدث هذه التوقعات أظهرَ إحصاء لبلومبرغ Blomberg توقّع نمو الاقتصادي اللبناني نحو 2 في المئة في العام 2015 الجاري. لكنّ مصدراً آخر هو Economena Amalytics قد خفّض توقعاته من 2 في المئة الى 1,5 في المئة في العام 2015.
ويأتي هذان الاحصاءان نتيجة استطلاعات شملت مجموعة من الاقتصاديين، فقد استطلعت بلومبرغ ثمانية اقتصاديين في الفترة الواقعة في منتصف شهر حزيران الجاري والذين أبقوا على توقعاتهم السابقة، أي على 2 في المئة.
امّا مؤسسة Ecomomena فقد استطلعت 17 اقتصادياً رائداً في لبنان، فتراوحت توقعاتهم بين 1,5 - في المئة (سلبي) و3 في المئة بالمقارنة مع ما بين 1,5 - في المئة سلبي 4,3 في المئة في الاستطلاع السابق، أي ما بين مطلع العام ومنتصف شهر أيار 2015.
وكانت الشريحة الأوسع من الاقتصاديين متشائمة على اكثر من صعيد: كالسياسة والدين العام والعجز المالي ونسبة البطالة واستبعاد ارتفاع اسعار العقارات في الـ 12 شهراً المقبلة. وعلى رغم تحسّن القروض والودائع المصرفية، الّا انهم توقعوا تراجع قيمة التحويلات الخارجية، كما تشاءم هؤلاء على مستوى قوانين الملف النفطي وإقرار سلسلة الرتب والرواتب والتوصّل الى حلّ سياسي في سوريا وانتخاب رئيس جديد للبنان.
الّا انّ المفارقة الجديدة جاءت من الامم المتحدة التي قدّرت انّ الدعم المالي الذي تقدّمه مختلف الجهات الدولية للنازحين السوريين، والذي قدّر بنحو 800 مليون دولار اميركي في العام 2014، ساهم في زيادة النمو الاقتصادي اللبناني خلال العام الماضي بنسبة 1,3 في المئة.
ومن هذه المبالغ تمّ ضَخ الأموال النقدية في السوق اللبنانية مباشرة بنسبة 44 في المئة معظمها من خلال بطاقات شراء الغذاء، و40 في المئة أخرى مشتريات، و14 في المئة أجور. وبناء على دراسة تحليلية كُشِف انّ الـ 800 مليون دولار مساعدات للنازحين تساوي فعلياً 1,28 مليار دولار اميركي في الاقتصاد اللبناني.
لكنّ النمو النهائي في الاقتصاد اللبناني تضرّر فعلياً من تراجع القطاع السياحي بنسبة 23 في المئة وتراجع الصادرات بنسبة 7,5 في المئة. غير انّ من مساوىء النزوح السوري الكبرى ارتفاع نسبة البطالة الى 20 في المئة.