أكد مستشار اتحاد غرف الزراعة عبد الرحمن قرنقلة، أن توقف مصانع الأعلاف وتغيير حركة السكان الديموغرافية، دفع المربين إلى الاستغناء عن قطعانهم، أو بيعها، أو نقلها من منطقة إلى أخرى، أو إلى بعض الدول المجاورة.
وأضاف "وما زاد الطين بلةً، منع المواشي من ارتياد المراعي الطبيعية، المجانية، ومشاكل النقل ومخاطره، بحيث تعذّر نقل مستلزمات الإنتاج، أو نقل المنتجات إلى الأسواق".
كما يذكر قرنفلة أنّ ارتفاع أسعار المواد العلفية يدفع المربي إلى بيع نصف قطيعه، لتأمين إطعام النصف الآخر، مشيراً إلى أنّ غلاء مستلزمات الإنتاج تسبّب بارتفاع أسعار المنتجات، وتراجع كمياتها، "إضافة إلى ظهور سلع مغشوشة وقلب معادلة التصدير والاستيراد، ولا سيما بعد تراجع حجم الاستثمار في قطاع الدواجن بين 40-70%، والأغنام 35%، والأبقار 50%، وبالتالي ساد القلق بين المربين، نظراً إلى عدم جدوى هذه المهنة اقتصادياً".
معاون وزير الزراعة لشؤون الثروة الحيوانية، أحمد قاديش، أكد هذا الوضع القاتم بقوله: "لقد تعرضت هذه الثروة لضرر كبير، نتيجة وجودها في مناطق ريفية بعيدة، وتهريبها، وذبح الخيول العربية والأبقار والأغنام والماعز، بسبب غياب الرقابة، وتعرض مراكز البحوث المتخصصة للاعتداءات، علماً بأن تأثير الأزمة كان الأخطر عليها، لصعوبة استرجاع القطيع، وترميمه".
رئيس جمعية "البدري"، في محافظة الحسكة، عبد الجاسم نجم، يقول: "لم يكن أمامي من خيار سوى المفاضلة بين المحافظة على حياة عائلتي، أو بيع قطيع أغنامي قبل أن يسرق، أو يموت جوعاً".
ويتابع، "توتر الأوضاع الأمنية في مدينة الحسكة، دفعني إلى بيع نحو 700 رأس، هو قوام القطيع الذي أملكه، وبسعر رخيص"، بحسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية.
ورغم ذلك، تبدو حال نجم أفضل من حال آخرين، فالمربي محمد نوّاف، من ريف دمشق، يؤكّد أنه خسر معظم أبقاره: "الحرب لم يسلم منها البشر، فكيف بالمواشي؟".