اعتاد سكان مدينة حماه على طقوس معينة خلال شهر رمضان ، المشروبات التي كانت تغص بها الشوارع ، أصناف الحلويات التي يشتهر بها هذا الشهر، إلّا أن العجز الذي أرهق ميزانية أبناء المدينة، خلال سنوات الحرب، غيب معظم الطقوس .
يقول أبو حسن احد سكان المدينة "هذه الطقوس أصبحت شبه معدومة، فمعظم المواد الغذائية باتت في لهيب النار، المواطنون ذوي الطبقة المتوسطة والفقيرة لم تعد لديهم القدرة على تخزين المواد مثل السابق فاصبحوا يحسبون حساب مائدة الإفطار يوماً بيوم بحسب ما نشره تلفزيون الخبر
وتابع، "شهدت الأسواق ارتفاعا جنونيا بالأسعار فمثلا كيلو الأرز قارب 250 ل.س للكيلو بينما ارتفعت أسعار اللحمة الحمراء الى 2400 ل.س بزيادة 300 ليرة قبل الشهر الفضيل، بالإضافة الى ارتفاع سعر ليتر الزيت النباتي بمقدار 25 ليرة ليصبح 345 ل.س".
وأضاف، "اما التمور فتختلف حسب النوعية ويتراوح سعر الكيلو ما بين 250-550 ل.س وكذلك الفواكه انضمت الى لائحة الارتفاع بمعدل يزيد عن 15% فسجل سعر الكرز 350 ل.س والمشمس 275 ل.س".
غسان وهو طالبٌ في كلية الآداب، أكّد لتلفزيون الخبر ما قاله "أبو حسن"، مشيراً إلى أن "الحلويات والفاكهة والمشروبات أصبحت حكراً لطبقة الأغنياء في المدينة".
وبجولة على الأسواق داخل المدينة تلاحظ حركة شبه معدومة خلافاً لما كان يشهده السوق في السنوات السابقة عند قدوم الشهر الفضيل من ازدحام وحركة شرائية.
وأوضح حسان أحد التجار في المدينة لتلفزيون الخبر، ان "كثيراً من العوامل اثرت على حركة السوق والوضع المعيشي للمواطن ازمة المواصلات - ارتفاع سعر المحروقات مع عدم توفرها الا بالأسوق السوداء مع تردي وضع الكهرباء - وارتفاع اسعارالمواد الغذائية والالبسة"
وتابع حسان " إن تراكم هذه الأمور جعل العديد من المواطنين يحسبون ألف حساب قبل شراء أي مادة من السوق".
"ام حنين" وهي موظفة وام لـ 3 أولاد، وضعت معادلات الدخل والاحتياجات، حاولت أن توازن جانبي المعادلة دون جدوى، وقالت: "الراتب وحده لا يكفي للأكل والشرب فبعملية حسابية بسيطة نحن نحتاج يوميا الى 1000 ل.س على الإفطار الذي يخلو من اللحمة والفروج والعصائر "
وتقارن " أم حنين " المطلوب مع الراتب البالغ 27000 ل.س ، وتتابع " ناهيك عن أجور الموصلات والفواتير المنزلية من كهرباء وهاتف ومياه ومصروف الأولاد"، لتنهي حديثها بـ "الله بفرجها".