كشفت أحدث دراسات المركز الوطني لبحوث الطاقة انه يوجد 250 ألف جهاز منزلي لتسخين المياه بالطاقة الشمسية في سورية
و أشارت الدراسة إلى أن القطاع المنزلي يعتبر اكبر القطاعات المستهلكة للمياه الساخنة، بوجود ما يزيد على 4.5 ملايين أسرة وفق الإحصائيات الرسمية، وبالنظر إلى مؤشرات النمو السكاني الحالية في القطر فان عدد الأسر السورية وبحلول عام 2030 سيرتفع إلى 6 ملايين أسرة، ولذلك فقد وضع المركز خطة إستراتيجية للوصول الى ما لا يقل عن 4.5 ملايين جهاز تسخين للمياه بالطاقة الشمسية في حينها.
ونقلت صحيفة «الثورة» عن مصادر المركز الوطني لبحوث الطاقة أن انحسار استخدام أجهزة التسخين الشمسية المنزلية وقلة انتشارها في القطر بالمقارنة مع دول العالم يعود إلى جملة من الأسباب يبرز منها الأسعار المرتفعة لأجهزة التسخين الشمسية المبيعة في الأسواق المحلية قياسا إلى دخل الموطن. وعدم وجود سياسة لدعم أجهزة الطاقة الشمسية بالقدر الكافي حتى الآن، على الرغم من وجود سياسة دعم لأسعار حوامل الطاقة المستخدمة في تسخين المياه بالطرق التقليدية كالمازوت والكهرباء، إضافة إلى افتقار السوق المحلية للمنافسة الحقيقية نظرا لانعدام التصنيع الكمي لهذا المنتج.
وبالنظر إلى الجانب الاقتصادي لجهاز تسخين المياه الشمسي المنزلي والجدوى الاقتصادية من تركيبه - بحسب الدراسة - تبين أن تركيب جهاز سعة 200 ل مياه، يؤمن وفرا يقدر بما ينوف على 300 ل من المازوت سنويا، مع قدرته على تأمين متطلبات المياه الساخنة لعائلة مؤلفة من 4 - 5 أشخاص، لما يزيد على 70٪ من أيام السنة، ولاسيما أن الإشعاع الشمسي في سورية يبلغ معدلا وسطيا عاليا تتجاوز قيمته 5 كيلو واط ساعي لكل متر مربع يوميا ،إضافة إلى وجود أكثر من 300 يوم مشمس سنويا في سورية.
ومع الأخذ بالحسبان الأسعار الوسطية الحالية لتلك الأجهزة في الأسواق المحلية السورية، ومع استمرار سياسة دعم الدولة لحوامل الطاقة التقليدية، فان المواطن يسترد ما أنفقه لشراء السخان الشمسي خلال فترة تتراوح بين أربع وخمس سنوات، مع الإشارة إلى أن أجهزة التسخين الشمسية تتميز بقلة تكاليف صيانتها وبساطتها، فغالبا لا تحتاج تلك الأنظمة إلى أكثر من عملية مسح الغبار الذي قد يتراكم عليها نتيجة العوامل الجوية، إضافة إلى ما تحققه من الوفر المادي.