شهدت تربية النحل في ظل الأزمة الحالية التي نمر فيها تراجعاً ملحوظاً على الرغم من أهمية هذه التربية إذ تحقق دخلاً مهماً للعاملين فيها ويشكل العسل مصدراً غذائياً مهماً للعديد من الأسر ويدخل في الكثير من الصناعات والأدوية.
لقد أصيب النحل خلال السنوات الأخيرة بنكبة نتيجة الظروف الجوية غير الملائمة للتربية وخاصة خلال الشتاء الماضي أدت إلى نفوق عدد كبير من الخلايا ليس في محافظة طرطوس فقط وإنما في معظم المحافظات السورية بشكل عام، ما أثر في إنتاج العسل والطرود نتيجة نقص عدد الخلايا إضافة لارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج مقارنة بالسنوات الماضية، هذا ما أكده المهندس حسن عباس رئيس شعبة النحل في مديرية زراعة طرطوس، فالنحل أكثر حساسية من غيره للظروف الجوية وأكثر المهن الزراعية تأثراً بالظروف الاقتصادية وأضاف: مثلاً كان سعر الخلية 1500 ليرة أما اليوم فوصل سعرها إلى أكثر من 8000/ ليرة ما انعكس على أسعار العسل وعلى الرغم من ارتفاع أسعار العسل إلا أن هذا الارتفاع لا يوازي الكلفة الحقيقية لإنتاجه، يضاف إلى كل ما سبق عدم إمكانية ترحيل النحل إلى المراعي الداخلية وبهذا انخفض إنتاج العسل من /50/ طناً قبل سنوات الأزمة إلى /25/ طناً العام الماضي 2014.
لقد امتلكت المحافظة خلال السنوات الماضية /46/ ألف خلية نحل أما خلال هذا العام انخفضت لتصبح /30/ ألف خلية، فقط وعلى الرغم من الظروف الصعبة عملت مديرية الزراعة للمحافظة على عدد الخلايا الموجودة، وأنتجت المديرية /150/ طرداً خلال هذا العام. وأضاف عباس: المديرية تعمل وبشكل دائم على حصر الأمراض التي تصيب النحل في المحافظة وتقديم الإرشادات اللازمة للمربين والحفاظ على الحالة الصحية للمناحل من خلال أخذ عينات وتحليلها، وأشار إلى أن الحالة الصحية للنحل جيدة ولا توجد أمراض جديدة، إضافة إلى تزويد المحافظات الأخرى بالطرود اللازمة لأن تأمين الطرود اللازمة للمربين يشجع عودة التربية.
مربو النحل طالبوا بضرورة تشميلهم بصندوق الدعم الزراعي أو صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية لأنه وخلال السنوات الأخيرة وبالتحديد هذا العام تعرض النحل إلى الكثير من الكوارث، ما أدى إلى موت عدد كبير من الخلايا نتيجة الظروف الطبيعية التي مرت بها البلاد وأضاف: لم نتمكن من نقل النحل إلى المحافظات الأخرى فكانت الخسائر كبيرة من دون أي تدخل يذكر للزراعة، وكذلك بسبب استخدام المبيدات الحشرية بشكل واسع ما انعكس سلباً على هذه التربية وأدى إلى تناقص عدد المربين وتراجع التربية والسماح بإنتاج أدوية النحل أو استيرادها بشكل نظامي مع مراقبة الأسعار التي تفوق في أغلب الأوقات سعر طرد النحل، لأنه على الرغم من إن استيراد الأدوية غير مسموح فإنها تدخل إلى القطر عن طريق التهريب وتباع بشكل مخالف وبأسعار كبيرة، و لا بد من تعديل المرسوم رقم /10/ الخاص بالاستثمار بما يتناسب مع خصوصية المحافظة حيث الحيازات صغيرة جدا ومفتتة ولا يمكن تطبيق شرط المساحة كما جاء في المرسوم /10/ أو معاملة ترخيص منشأة لتربية وتصنيع منتجات النحل كأي منشأة صناعية كبيرة والسماح بترخيص منشأة لإنتاج ملكات النحل وهذا يشجع لعودة التربية التي يعتمد عليها الكثير من الأسر في المحافظة وتشكل مصدر دخل رئيساً لهم.