اتفقت إيران والدول الست على إجراء جولة جديدة من المحادثات في ختام الجولة الثانية للمفاوضات النووية بين الطرفين التي عقدت في بغداد، فيما أعلن سعيد جليلي أمين مجلس الأمن القومي الإيراني أن المفاوضات في بغداد كانت مضغوطة ومطولة جداً وجدية طرحت خلالها أفكار متنوعة، مشيراً إلى أن فريقاً من الخبراء من كلا الطرفين سيجتمع مجدداً في غضون شهر للتباحث في القضايا المهمة.
وأكد جليلي في مؤتمر صحفي عقب انتهاء المحادثات بين مجموعة 5 زائد 1 وإيران مساء أمس في بغداد أن التقنية النووية السلمية حق مشروع للجميع وينبغي على الطرف الآخر احترام حق أعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية في امتلاك الطاقة، مشدداً على أن إستراتيجية الضغط انتهت من دون رجعة وأن التخصيب بنسبة 20 بالمئة حق لإيران، داعياً الى ضرورة العمل على تقوية معاهدة حظر الانتشار النووي والى ضرورة حصول الأعضاء في المعاهدة على حقوقهم.
وقال المسؤول الإيراني: إن بلاده قدمت رزمة مقترحات لمجموعة 5 زائد 1 بعد أن كنا اتفقنا في مباحثات اسطنبول على أن تدور المفاوضات حول محورين النووي وغير النووي وأن تكون المحادثات عملية وأن تكون خطوة خطوة، مشيراً الى أن إجراء مثل هذه المحادثات في بغداد يدل بدون شك على الموقع الممتاز للعراق والدور الذي يمكن أن يقوم به على الساحة الدولية.
وقال جليلي: إن إستراتيجية الضغط على إيران انتهت من دون رجعة وإن هذا الأسلوب لن يوصلهم الى نتيجة وإن التخصيب بنسبة 20 بالمئة حق لإيران، وأضاف: نحن كنا بحاجة للتخصيب بنسبة 20 بالمئة وطلبنا من الوكالة أن توفره لنا لكنهم وضعوا العراقيل لهذا استخدمنا طاقاتنا الوطنية لتوفيره، مشيراً الى أن الموضوع الأساسي الذي اقترحته إيران يخص جميع أعضاء معاهدة حظر الانتشار النووي وهو نزع السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل.
واعتبر جليلي أنه إذا أرادوا أن تكون المحادثات ناجحة فيجب أن تكون من خلال استراتيجية المفاوضات والتعاون.
من جهتها أعلنت منسقة السياسية الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أن مجموعة الست وإيران اتفقتا على إجراء المحادثات القادمة في موسكو في 17 و 18 من حزيران المقبل.
وقالت أشتون عقب انتهاء محادثات بغداد، نسعى إلى حل القضية النووية من خلال المفاوضات ونريد أن نحقق تقدماً لكن هناك بعض الخلافات مازالت موجودة، لافتة الى أن المفاوضات تستغرق وقتاً طويلاً "ولا بد من بناء الثقة والتطلع إلى نتائج ملموسة".
وأضافت أشتون: تكلمنا بشأن النقاط المشتركة واتفقنا على مناقشتها قبل المفاوضات المقبلة في موسكو بين إيران والدول الست، مشيرة إلى أن الاجتماع المقبل في موسكو سيناقش ما اتفق عليه في بغداد.
في المقابل قال دبلوماسي إيراني: إن تمديد المباحثات الجديدة جاء بعد عقد اجتماع مغلق بين رئيس الوفد الإيراني سعيد جليلي وأشتون، مضيفاً: إن "أجواء المفاوضات كانت سيئة جداً صباح أمس، لكن الطرف الآخر يبذل جهوداً لأنه يريد مواصلة التفاوض.
على صعيد متصل حذر رئيس الأركان البريطاني الجنرال سير ديفيد ريتشاردز الغرب من أن عليه أن يكون مستعداً للتعامل مع تداعيات هجوم إسرائيلي على منشآت إيران النووية.
ونقلت صحيفة "التايمز" البريطانية عن الجنرال أنه من السخف الاعتقاد أن مثل هذا الهجوم لن يحدث، مشيراً الى أن هناك الكثير من التخمينات حول ما إذا كانت إسرائيل ستهاجم إيران رغم المحادثات التي تجري حالياً في محاولة لنزع فتيل الأزمة.
وأضاف ريتشاردز: إنه من مسؤوليتنا في حال حدوث ذلك أن نكون قادرين على لعب دور في أي شيء يحدث نتيجة لذلك إلا أن أحداً لا يريد حرباً مع أي أحد وأن الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون جعلا من الواضح أن هذا ليس الطريق الذي يريدون السير فيه ولكن الخيارات تبقى موجودة.
المصدر: وكالات