واصل الذهب خسائره في الربع الثالث من العالم الحالي ، كما كان متوقعاً، وتراجع بنسبة 4.7% على الرغم من أن تفاقم أزمة اليونان في تموز، بعد تعثر أثينا عن سداد ديونها لصندوق النقد الدولي، زاد الطلب على المعدن النفيس الذي يعتبر ملاذاً آمناً أثناء الأزمات، ودعم سعره لفترة قصيرة ، لكن قوة الدولار بسبب متانة اقتصاد أميركا والتوقعات بأن يرفع الاحتياطي الفدرالي ( البنك المركزي الأميركي ) أسعار الفائدة قبل نهاية العام ضغطت على أسعار الذهب.
وأخفق الذهب في جذب عمليات شراء كبيرة في الربع الثالث وسط انهيار الأسهم الصينية التي فقدت أكثر من 3.5 تريليون دولار من قيمتها السوقية منذ نهاية النصف الأول من 2015 .
وتأثر سعر المعدن سلباً بضعف الطلب في السوق الحاضرة في الصين والهند أكبر مستهلكين للمعدن الأصفر.
وفي الأسبوع الاخير من تموز هبط الذهب بعد أن اندلعت عمليات بيع مفاجئة في شنغهاي ونيويورك أدت إلى تراجع سعر المعدن إلى 1080 دولاراً للأونصة في بورصة شنغهاي وزادت التوقعات بأن يواصل المعدن تراجعه نحو 1000 دولار للأونصة. واستمرت عمليات البيع لأواخر تموز وقلصت سعر الذهب حتى 1077 دولارا وهو أدنى مستوى له منذ شباط 2010.
وفي النصف الأول من أيلول، ساهم تحرك الصين لخفض سعر عملتها (اليوان) بزيادة الضغوط النزولية على الذهب، لكن قرار المركزي الأميركي في 18 أيلول بالإبقاء على أسعار الفائدة من دون تغيير دعم سعر الذهب لفترة قصيرة، قبل أن تعاود الأسعار تراجعها بعد أن أبقت رئيسة المركزي الأميركي جانيت يلين الباب مفتوحا لرفع الفائدة في وقت لاحق هذا العام ،مما أدى إلى موجة صعود في الدولار.
يذكر أن أسعار الذهب ترتبط ارتباطاً عكسياً بسعر الدولار، اذ أن استمرار ارتفاع العملة الأميركية يقلص الطلب العالمي على الذهب.
وبلغ متوسط سعر الذهب في الربع الثالث 1125 دولاراً للأونصة، بتراجع بنسبة 4.5% فقط عن متوسط سعر الأونصة في توقعات صندوق النقد الدولي للعام الحالي (1175 دولاراً).
البلاتين:
اقتفى البلاتين أثر الذهب و تراجع بنسبة 16% في الربع الثالث بسبب تراجع الاسهم الصينية وتوقعات بوفرة المعروض العالمي وفضيحة فولكسفاغن التي هبطت بالمعدن الذي يستخدم في صناعة السيارات إلى أقل مستوى له منذ 6 سنوات في 22 أيلول.
وبلغ متوسط سعر أونصة البلاتين 988 دولاراً في الربع الثالث.
الفضة:
كانت الفضة اقل المعادن الثمينة تضرراً من قوة الدولار في الربع الثالث، اذ لم تشهد تقلبات حادة ، لكن متوسط سعر الأونصة(14.9 دولاراً) ظل منخفضاً بنسبة 7% عن متوسط سعر المعدن لعام 2015 في توقعات البنك الدولي ( 16 دولاراً)، وهو ما يظهر أن سعر المعدن يتراجع أكثر من المتوقع.
البلاديوم:
أنهى البلاديوم- الذي يستخدم في محفزات البنزين - الربع الثالث منخفضا نحو 3% ومسجلا ثالث خسائره الفصلية على التوالي. وبلغ متوسط سعر المعدن 613 دولاراً .
النفط يتراجع أكثر من المتوقع:
تكبد النفط خسائر كبيرة خلال الربع الثالث وتراجع بنسبة 24% ليواصل بذلك موجة الخسائر التي بدأها في النصف الثاني من العام الماضي. وتأثر النفط سلباً بخسائر الأسهم الصينية التي عززت التوقعات بتراجع الاقتصاد الصيني - ثاني اكبر مستهلك للنفط في العالم- وبارتفاع الدولار الذي يضغط على أسعار السلع الأولية، لكن الاتفاق بين اليونان ودائنيها قلص خسائر الخام.
وأحدثت المفاوضات بشأن الملف النووي الايراني في تموز تقلبات طفيفة في سعر النفط ،لكن الخام تراجع بشدة بعد أن توصلت إيران والقوى العالمية الست لاتفاق تاريخي من شأنه أن يلغي العقوبات الغربية المفروضة على طهران ويزيل العقبات أمام تدفق الخام الايراني إلى الأسواق مجدداً وهو ما سيزيد تخمة المعروض في الاسواق و يضغط على الاسعار.
كما ساهمت بيانات صينية ضعيفة تشير الى تباطؤ ثاني أكبر اقتصاد في العالم بالإضافة إلى طفرة المعروض العالمي بسبب ارتفاع الانتاج في دول «أوبك» وروسيا وأميركا في زيادة الضغوط على النفط .
وفي النصف الأول من آب، تراجع الخام بعد ان خفضت الصين قيمة عملتها لكن تقريراً متفائلاً أصدرته وكالة الطاقة الدولية وازن التأثير السلبي لانخفاض اليوان.
وتأثر النفط سلباً بتراجع صادرات اليابان ( ثالث أكبر اقتصاد في العالم) بسبب تباطؤ النمو في الصين ، الامر الذي أجج المخاوف من أن تتحول الأزمة الصينية الى أزمة عالمية تؤدي إلى تراجع الطلب العالمي على النفط. وفي أيلول، خفض بنك »غولدمان ساكس» الأميركي توقعاته للخام بسبب تخمة المعروض العالمي لينضم بذلك إلى قائمة طويلة من المصارف التي خفضت توقعاتها لأسعار النفط. وكان البنك الأميركي قد توقع في مطلع العام أن تعكس أسعار الخام مسارها وتعاود الارتفاع إلى 85 دولاراً بحلول نهاية 2015.
وخفض البنك توقعاته لأسعار الخام الأميركي الوسيط في 2015 إلى 48.10 دولار للبرميل. وقلص توقعاته لسعر خام القياس العالمي مزيج برنت في 2015 إلى 53.70 دولار.
وبلغ متوسط سعر برنت في الربع الثالث 51.3 دولاراً للبرميل، وفق حسابات أجرتها »الديار»، في حين بلغ متوسط سعر الخام الأميركي - المعروف بغرب تكساس الوسيط- 46.6 دولاراً للبرميل.
وبذلك يكون متوسط سعر النفط الخام (برنت والخام الأميركي) بلغ 48.95 دولاراً للبرميل في الربع الثالث وهو أقل بنسبة 14% عن متوسط توقعات صندوق النقد والبنك الدوليين (56.85 دولاراً) .