تعاني معظم المحافظات في سورية على حد سواء من ارتفاع كبير في أسعار مواد البناء والأكساء، في ظل عجز اقتصادي في سورية.
وتداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن زيادة في أسعار مواد الإكساء في محافظة دمشق أربعة أضعاف عن أسعارها قبل ثلاثة أعوام.
ونشرت صفحة "أسواق دمشق" تكلفة إكساء منزل من مادة السيراميك وحدها، حيث يصل سعر متر سيراميك الأرضيات إلى 1800 ليرة للنخب الرابع (أي من أسوء الأنواع المتوفرة في السوق) دون أجور التركيب المترتبة عليها.
وهذا يعني حسب ما أشار المصدر أن منزل مساحته 100 متر بحاجة إلى أرضية من السيراميك يحتاج إلى 250000 ألف ليرة دون أجور التركيب، وعليه فإن إكساء منزل جيد بمثل هذه المساحة أصبحت تكلفته كاملة ما بين 3.5 إلى 4 ملايين ليرة سورية، علماً أن التكلفة سابقاً لا تتجاوز 700 ألف ليرة.
وهذا يندرج على معظم المواد وخاصة تلك المواد المستوردة من خارج سورية، وخاصة في ظل تدني سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار مما يزيد أعباء جديدة على المواطن السوري.
وأضاف المصدر أن هناك أزمة حالية بتأمين السكن داخل مناطق الآمنة وغلاء أجور الإكساء، وهي في تفاقم مستمر، وأرجئ المصدر السبب إلى عجز الحكومة وعدم تدخلها السريع لإنجاز المشاريع السكنية التي ربما تساعد إلى حد ما بحل جزء من الأزمة في الوقت الحالي.
وكانت قد شهدت أسعار مواد البناء في دمشق وضواحيها ارتفاعا كبيرا في الأسعار، حيث سجل طن الحديد المبروم 155 ألف ليرة، كما ارتفع سعر طن الإسمنت من 17 ألف ليرة إلى 22 ألف ليرة مقارنة بالأسبوع الماضي، وارتفع سعر سيارة الرمل سعة 3 أمتار مكعبة من 11 ألفاً إلى 17 ألف ليرة، وذلك بحسب ما أكده موقع "سيريا ستيبس" في تقرير له أمس.
ونقل الموقع في هذا السياق عن الخبير العقاري محمد العودة، إشارته إلى أن "من النقاط المهمة للارتفاع، أن سوق العقار أصبحت سوقاً جاذبة للاستثمار فيها، نتيجة للعائد السريع والمرتفع بصورة تندر في أي نشاط آخر"، مضيفا أن "مضاربات التجار وتمييز السماسرة في بعض الأحيان لبعض المناطق، أدت إلى الارتفاع بصورة كبيرة، من دون خاصية تناسب تلك المناطق مع تلك الأسعار".
وكانت صحيفة "الوطن" المحلية قد ذكرت منتصف شهر فبراير/شباط الماضي، وصول أسعار مواد البناء إلى أرقام قياسية، بعد أن سجل الإسمنت 24 ألفاً للطن الواحد، والحديد المبروم الخاص للبناء 132 ألف ليرة، الأمر الذي ساهم في رفع سعر العقار إضافة إلى ارتفاع سعر بلوك البناء إلى أكثر من 40 ليرة، في حين كانت في السابق تباع بـ15 ليرة.