قام رئيس الحكومة" الدكتور وائل الحلقي" بتدشين مبنى وزارة السياحة الأثري في قلب العاصمة دمشق، بعد أن تم أخيراً إنجاز عمليات ترميمه التي استمرت بعد الحريق الذي تعرّض له، أي في بداية الشهر السابع من عام 2009 حتى تاريخه.
بين التاريخ المذكور واليوم أكثر من 6 سنوات “بعيون الحساد”، وبين حريق المبنى وحريق الأزمة نحو سنة وثمانية أشهر، وما أوردناه آنفاً هو بعض من معلومات نرمي من ورائها -صراحة– إلى تسجيل تحفّظنا على زمن “إنجاز الترميمات”
هذا “النفس الطويل” لا ريب يعكس جملة من العيوب التنفيذية والإجرائية، فإذا كان ترميم مبنى يحتاج إلى كل هذه السنوات، فلا غريب حينها استهجان أن يصل عدد مكاتب السياحة والسفر المرخّصة حتى منتصف العام الحالي إلى 1196 مكتباً مرخّصاً في سورية.
نحو 1196 مكتباً مرخّصاً، منها 60 مكتباً مجمّداً، بينما بلغ عدد المكاتب التي تم إلغاء ترخيصها بناء على طلب أصحابها 54 مكتباً فقط، حسب وزارة السياحة، وعلى الرغم من أن الوزارة قد قامت بإصدار العديد من القرارات الخاصة بالمكاتب السياحية الأمر الذي ساعد على استمرارها في عملها بظل الأزمة الحالية إلا أن عمل المكاتب ظل يئنّ تحت حجّة “وطأة الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة”.
وهنا السؤال الذي يفرض نفسه، ماذا فعلت مئات المكاتب التي لا تزال تعمل، هل استطاعت استقدام أية مجموعة سياحية لدمشق؟!، هل عملت أية مبادرات إعلامية عبر صفحات التواصل الاجتماعي المجانية التي لا تحتاج إلى دفع أموال، وإنما إلى كادر بسيط يمكن أن ينشئ عشرات الصفحات الترويجية لسورية في مواجهة الصفحات المغرضة. ورغم أن هذا أضعف الإيمان لكن لم يقم مكتب واحد بذلك لأن معظمها منشغل بعمولات تسهيل سفر شبابنا إلى أوروبا عبر تركيا، وبغير ذلك من أعمال “البزنس” تحت لافتة سياحة وسفر.
وخاصة عندما يكون هناك العشرات من وسائل الإعلام المغرضة الدائبة على تشويه كل ما هو سوري، وهنا لا بد أن نذكّر بالرسائل السياحية والحضارية التي حملها “يوم السياحة السوري” عبر إقامته في أكثر من عاصمة غربية، حيث بالأمس حطّ رحاله في ميلانو الإيطالية للمرة الثانية.