بات واضحاً بعد مرور أكثر من 14 عشر شهراً على الأزمة التي تمر بها سورية، أن الضغوط التي يواجهها قطاع البنوك والمصارف الخاصة في سورية باتت تشكل تأثيراً على القطاع المصرفي الذي يعتبر أداة قياس لأي اقتصاد في أي بلد .
ومن الطبيعي أن تؤثر العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية بشكل عام وعلى جهازه المصرفي بشكل خاص وذلك بسبب انخفاض الفرص الاستثمارية والتمويلية الجيدة وانخفاض الاستثمارات وعملية التصدير و صعوبة التعامل مع بعض المصارف العالمية , إضافة إلى الأثر المباشر على حجم السيولة النقدية بالليرة السورية التي لها تأثيرها السلبي على جمهور المودعين وتفكيرهم والاتجاه بالأموال إلى ملاذات آمنة تمثلت بالعقار أو الذهب أو العملات الأجنبية وكذلك كنتيجة لحداثة الجهاز المصرفي الخاص والاسلامي في السوق السورية .
فكان لابد لان يتطلع قطاع الصيرفة الاسلامية لاخذ دور فعال في قطاع الخدمات المصرفية في سورية والعمل على تقوية العلاقة مع العملاء، أحمد لحام مدير عام بنك الشام الإسلامي يطلعنا على المزيد من نتائج أعمالهم في الربع الأول من هذا العام وماهي الخطوات التي سوف يتخذها البنك في سبيل المحافظة على حصتهم في السوق.
حقق البنك نتائج جيدة لعام 2011 ما السياسات و الآليات التي اعتمدها البنك لتحقيق مرتبة متقدمة بين المصارف الخاصة العاملة في سوريا ؟
لقد حقق البنك زيادة قدرها 350% في نسبة أرباحه لعام 2011 عن عام 2010والتي بلغت 382 مليون ليرة سورية وذلك بسبب إتباعه لاستراتيجيات وآليات مدروسة والتي تمحورت في:
ضمان استمرارية العمل المصرفي ضمن الظروف الحالية مع ضمان حقوق المساهمين والمودعين من خلال إتباع سياسة رشيدة في عمليات الاستثمار والتمويل تمثلت بدراسة الفرص والإمكانيات المتاحة في إدارة عمليات توظيف الأموال ضمن الفرص المتاحة الاستثمارية والتمويلية الأمثل مع الأخذ بعين الاعتبار خفض وعدم تركز المخاطر مع وجوب الحصول على الضمانات الكافية والمقبولة وللمحافظة على الإرباح تم السعي لتنويع مصادر الدخل سواء في التنويع الجغرافي أو القطاعي أو من حيث تنوع الإعمال التي تعود إلى دوائر البنك كالخزينة والتجارة الخارجية والتمويل والاستثمار ومختلف الإعمال المصرفية منها من إعمال التجزئة وفي مختلف إعمال الفروع
ما حجم الارباح التي حققها ؟
إن حجم الإرباح المحقق لعام 2011 والبالغ 382 مليون ليرة سورية يعتبر الاعلى في تاريخ البنك منذ افتتاحه مع نهاية عام 2007
هل مؤشرات نتائج البنك خلال الربع الاول للعام الجاري مطمئنة و باتجاه خط النمو ؟
رغم الظروف الحالية وما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية من انعكاسها على مجمل النواحي الاقتصادية والمعيشية إلا إن مؤشرات الربع الأول من العام 2012 مطمئنة جداً خاصة من ناحية استمرارية العمل وتخفيض المخاطر ومن ثم العمل على تطبيق استراتيجيات إضافية جديدة في هذا العام 2012 آخذين بعين الاعتبار ما يلي:
• زيادة حجم المخصصات من خلال تخفيض المخاطر للحدود الدنيا والعمل على تمتين الوضع المالي للبنك عن طريق اختبارات الجهد Stress Test التي طبقت ليتم التأكد من قدرة البنك على مواجهة مختلف الاحتمالات
• تحسين مستوى نسب السيولة في البنك إلى درجة كبيرة وإدارة التدفق النقدي بفعالية عالية
• إعطاء الصورة الحقيقية للبنك والتي يستحقها وذلك بعد أن ابتعد البنك قليلا في الفترات السابقة خاصة من الناحية الإعلامية
• تشجيع الابتكار والإبداع بهدف تطوير المنتجات والخدمات وتحسين جودة تقديم المنتج وكفاءته والعمل المستمر على رفع كفاءة العنصر البشري من خلال التدريب المستمر وإبراز الطاقات والمهارات
هل أثرت العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية على تعاملات البنك ؟
نظرا لأن الجهاز المصرفي هو أداة قياس لأي اقتصاد في أي بلد فمن الطبيعي أن تؤثر العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية على الجهاز المصرفي بشكل عام وذلك بسبب انخفاض الفرص الاستثمارية والتمويلية الجيدة وانخفاض الاستثمارات وعملية التصدير و صعوبة التعامل مع بعض المصارف العالمية , إضافة إلى الأثر المباشر على حجم السيولة النقدي بالليرة السورية بسبب تأثيرها السلبي على جمهور المودعين وتفكيرهم والاتجاه بالأموال إلى ملاذات آمنة تمثلت بالعقار أو الذهب أو العملات الأجنبية وكذلك كنتيجة لحداثة الجهاز المصرفي الخاص في السوق السورية وتفهم وتعامل المودعين مع البنوك في ظل ظروف العقوبات المفروضة علي سورية والإفراد والشركات
ذكرتم ان هدف البنك في المرحلة القادمة هو تبوء البنك مرتبة متقدمة بين البنوك السورية و خاصة في مجال التكنولوجيا و تقنية المعلومات .ماهو شكل الخدمات التي ستقدمونها في هذا المجال ؟
إن أحد أهم أهداف البنك هو الوصول لترتيب متميز بين بنوك القطاع الخاص , وإذا ما نظرنا إلى بنية بنك الشام ورأسماله وكفاءة موظفيه وسياسة التحوط والحرص الذي يتبعها وخاصة انه أول مصرف إسلامي في سورية والتزامه التام بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع التعاملات البنكية فقد ترك انطباعا طيبا لدى المودعيين, وهذا ما يسعى إليه مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية ومن خلال العمل كفريق عمل واحد لتحقيق اعلي المراكز المتقدمة من حيث نسب الربحية و في استخدام أفضل البرامج والاستخدامات في مجال تقنية المعلومات وأمن المعلومات
ما هي المنتجات الجديدة التي يتعزم البنك طرحها ؟
أطلق البنك خدماته الالكترونية المختلفة ويسعى لإضافة الخدمات المصرفية الأخرى على هذه الخدمة وذلك استجابة لمتطلبات واحتياجات العملاء الكرام السوق المصرفية العالمية , إضافة إلى ذلك فقد عمد البنك على إضافة المنتجات البنكية المتوافقة مع تعليمات مصرف سورية المركزي من خلال فتح حسابات التوفير بالدولار واليورو وتخفيض الحد الأدنى لوديعة العطاء إلى مبلغ خمسون إلف ليرة بدلا ً من خمسمائة ألف ليرة والتي تمنح أرباحا جيدة ليتناسب مع أصحاب الدخل المحدود وكذلك العمل على إطلاق منتج الوكالة الاستثمارية لكبار العملاء بعائد عالي
إضافة إلى ما ينوي البنك إطلاقه لمنتجات تلبي احتياجات أصحاب الدخل المتوسط وكبار الموظفين من خلال مزايا مختلفة وتأمين تكافلي وما شابه ذلك إضافة إلى عدد من المشاريع والمنتجات التي سيتم الإعلان عنها في حينه إنشاء الله
ما خطة المصرف التوسيعية من جهة الفروع و شبكة الصرافات ؟
يؤمن بنك الشام من خلال مجلس بإدارته والغدارة التنفيذية بالانتشار المدروس لذا فقد وضع المصرف خطة طموحة في عام 2012 للتوسع في المحافظات , على عكس سياسة بعض البنوك , وبشكل رئيسي في محافظتي دمشق وحلب وسيتم الإعلان افتتاح فرع جديد قريبا .
هل لديكم خطة للسنة 2012 لتمويل مشاريع متوسطة و صغيرة ؟
ضمن الظروف والواقع الاقتصادي بشكل عام ,فقد وضع بنك الشام خطة مدروسة لعمليات التمويل في المرحلة القادمة لتشمل كلاً من المشاريع المتوسطة والصغيرة وتمويل الأفراد.
ما هي الاستراتيجية التي يسير عليها البنك لتلبية احتياجات شرائح واسعة من المواطنيين في السنة الجارية ؟
يعتمد البنك استراتيجية هدفها
• الاستمرار بتقديم الخدمات المصرفية المتكاملة بأنواعها مع التطبيق التام لمبادئ الشريعة الإسلامية ومقاصدها المقرة من قبل هيئة الرقابة الشرعية للبنك والعمل على تطويره بشكل دائم ومستمر .
• التأكد من مطابقة نشاط البنك لأعلى المواصفات القياسية والحرفية إقليميا ودوليا
• استخدام البنك أعلى المواصفات الدولية وأكثرها تطورا في مجال التكنولوجيا والاحتراف المصرفي والتي تقوم على أيدي موظفين أكفاء بهدف تقديم خدمات ممتازة ومميزة ومناسبة لاحتياجات عملاء البنك وتوقعاتهم .
• العمل على زيادة حصة البنك السوقية من خلال برامج التسويق للبنك ولمنتجاته وخدماته .
• العمل على تطوير ثقافة التعاون والشراكة مع العملاء بما يحقق رضاهم .
• السعي لتحقيق عائد جيد وآمن ومستمر على استثمار المساهمين والمودعين , يلبي أكبر شريحة ممكنة من العملاء.
• تنويع المحافظ الاستثمارية والأصول الخاصة بالبنك سواء من حيث التوزيع الجغرافي ( المحلي والإقليمي ) أو القطاعات الاقتصادية , وأكبر عدد من العملاء وذلك بناء على دراسات اقتصادية عميقة ووفق ضمانات مقبولة .
• الاعتماد على مصدر التمويل الذاتي بشكل رئيسي وتنويع مصادر التمويل الأخرى .
• تطبيق أفضل المعايير العالمية من ناحية متطلبات خطط الطوارئ والاستمرارية .
ومن الجلي أن التطبيق الفعال لهذه الأهداف سيتضمن بإذن الله تلبية احتياجات الشرائح الواسعة والمختلفة في السوق السورية .
بنك الشام كمصرف اسلامي هل المنافسة التي يواجهها مع المصارف الخاصة التقليدية اما مع نظرائه من المصارف الاسلامية ؟
إن التنافس الكبير لبنك الشام في قطاع السوق ا لمصرفي السوري لهو تنافس مع كامل القطاع المصرفي سواء كان تقليدياً أو إسلاميا والذي يعود لحداثة المصارف الخاصة السورية و الإسلامية منها خاصة , كما يعود لمرونة المصارف التقليدية في تغيير أسعار الفائدة , إلا أن زيادة الوعي المصرفي الإسلامي وتحسن خدمات المصارف الإسلامية خففت من حدة المنافسة لكنها ما زالت مستمرة .