أوضح أستاذ الاقتصاد في جامعة دمشق الدكتور عدنان سليمان أن هذا النوع من الدراسات تعتبر دراسة مقلوبة أو مجتزئة أي إنها تحلل الواقع من زاوية واحدة من حيث أخذ مستوى المعيشة مقارنة بالأرقام القياسية للمواد الغذائية وهو جانب من الدراسة والجانب الآخر هو كلفة مستوى المعيشة بمعنى ما القوة الشرائية اللازمة من الدخل لتحقيق هذه المعيشة؟
ووفقا لما نشرته صحيفة "الوطن" المحلية فقد أشار سليمان بإن متوسط الأجور في سورية هو أقل من 25 ألف ليرة سورية أي نحو 60 دولاراً على سعر الصرف حالياً، على حين متوسط الأجور الشهري في الأردن ولبنان يتجاوز ألف دولار، فإذا اعتبرت تكاليف المعيشة مرتفعة في هذه الدول إلا أن هناك ارتفاعاً في الدخل للحفاظ على مستوى المعيشة، حتى أن هناك شرائح اجتماعية في لبنان والأردن متوسط الدخل لديها أكثر من ألفي دولار، على حين في سورية كان بنحو مئة دولار ثم انخفض إلى 80 دولاراً والآن لا يصل إلى 60 دولاراً، ولذلك تعتبر الدراسات التي تقول إن سورية منخفضة بتكاليف المعيشة دراسات ناقصة كونها لا تتعامل وفق قياس قوة الدخل.
مبيناً أن جميع المواطنين غيروا من النمط الاستهلاكي لديهم وأصبح هناك أولويات مختلفة للغذاء والدواء وباقي مناحي الحياة المعيشة، حيث وصل الضغط وشد الحزام إلى آخر حد ممكن لدى المواطن في ظل الظروف الحالية، مضيفاً: إن هناك قسماً كبيراً من المواطنين يعمل في أكثر من مهنة، إضافة إلى الاستفادة لدى البعض من منظومة الفساد المنتشرة في أغلبية نواحي الحياة الوظيفية والاجتماعية.