رغم ارتفاع سعر زيت الزيتون والزيادة الإنتاجية المحققة في استخلاصه هذا الموسم من إنتاج محصول (145) ألف طن ثمار بكمية زيت قاربت (35) ألف طن، إلا أن مردوده الاقتصادي لم ينعكس على المزارعين والمنتجين بسبب تداخل عوامل عدة من تكاليف الإنتاج ومستلزماته والحلقات الوسيطة.
مدير زراعة اللاذقية المهندس منذر خيربك ذكر لـ”البعث” أن موسم محصول الزيتون يعتبر جيداً مقارنة مع مواسم السنوات الثلاث الماضية، ويقدّر إنتاج ثمار الزيتون هذا العام بـنحو (145) ألف طن يذهب ما نسبته (15 – 20%) للتخليل والباقي للعصر، وتشكل شجرة الزيتون في اللاذقية مصدر دخل رئيسياً لأكثر من 60 ألف أسرة بينما يصل عدد أشجار الزيتون بالمحافظة إلى 10.142 ملايين، المثمر منها 9.107 ملايين، ويتم استخلاص الزيت من خلال 124 معصرة في المحافظة.
وأضاف خير بك: تم تشكيل لجان فرعية لمتابعة عمل المعاصر وفرز فنيين للمتابعة والإشراف على توزيع مياه الجفت في الأراضي الزراعية والحراجية لتحقيق أكبر فائدة مرجوّة من المياه الناتجة عن عمل تلك المعاصر، وتفادياً لأية آثار سلبية يمكن أن يحدثها الاستخدام الخاطئ لها، متوقّعاً أن تبلغ كمية ماء الجفت الناتجة 100 ألف متر مكعب، ويتم إلزام مالكي المعاصر بتجميعها ضمن أحواض كتيمة تستوعب المياه الناتجة عن التشغيل لمدة أسبوع وترحيلها بشكل دوري بواسطة صهاريج مخصصة لهذا الغرض إلى الأراضي الزراعية المطلوب ريّها بماء الجفت.
وفي مقابل الزيادة الإنتاجية المحقّقة والتحسّن في سعر صفيحة الزيت مقارنة مع السنوات الماضية والتي قاربت (16) ألف ليرة، يرى الفلاحون المنتجون أن تحسّن المؤشرات الإنتاجية والأسعار لم ينعكس عليهم لأن هذا الارتفاع يكاد فقط يغطي تكاليف الإنتاج, غير أنه لا يوفر هامشاً مقبولاً للربح, حيث ارتفعت أسعار المبيدات الحشرية وأجور العمال والفلاحة، وزادت أجور الجني ومستلزماته من أكياس ومدات وأمشاط، بالإضافة إلى أن المعاصر ضاعفت أجورها، لافتين إلى غياب الجهات الرقابية عن عمل المعاصر التي رفعت الأجور من تلقاء أنفسها، ويشير بعض المزارعين إلى مفارقة عدم الجدوى في حالتي الوفرة والندرة إذ يبدو أن الجهات المعنية انشغلت خلال الموسم الماضي وما سبقه في تسويق خططها الورقية المكدّسة والترويج لها دون أن تبصر النور، بدليل تمكّن تجار السوق السوداء من احتكار الكمية الأكبر وطرحها في السوق بأسعار كاوية، حيث يقارب سعر الصفيحة أثناء اشتداد الطلب على المادة أكثر من (15) ألف ليرة في محافظة اللاذقية الموسم الماضي، وهي تقارب أسعار الموسم الحالي في محافظة اللاذقية التي تعتبر منطقة زراعة زيتون والتي يفترض أن تكون زراعة اقتصادية.