يبدو أن أفضل وصف للعام 2015 في بورصة دمشق هو عام الحيطة والحذر. إذ لم يرغب مستثمرو البورصة بتكرار تجربة الأداء الإيجابي للعام 2014 الذي بث تفاؤلاً في الأوساط المالية بعد أن تجاوزت تعاملات الأسهم 3.34 مليارات ليرة سورية، فاقتصرت تعاملات العام الحالي على نحو 1.2 مليار ليرة سورية، بالنسبة لجميع الصفقات العادية والضخمة وما بيع في المزادات.
علماً بأن الأسعار لم تنخفض بشكل ملموس هذا العام، كما أن عدد الأسهم المتداولة هذا العام بلغت نحو 8 ملايين سهم مقارنة بأكثر من 25 مليون سهم في العام الماضي.
ويبدو أن انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين إثر الارتفاع الملموس في معدلات التضخم حدّت من قرارات المستثمرين للتوجه نحو الأسهم، إضافة إلى نشاط التعاملات في أسواق الصرف، الذي جذب إليه اهتمام الكثير من أصحاب الرساميل، رغم ارتفاع درجة المخاطرة فيه، بحثاً عن عائد أعلى على رأس المال.
ومن الملاحظ خلال مطالعة البيانات التراكمية لقيم التداول في سوق دمشق للأوراق المالية هذا العام، بروز ظاهرة التركّز بشكل فاقع، إذ حظيت أسهم خمسة شركات مدرجة من أصل 24 شركة؛ بأكثر من 75% من قيمة تعاملات عام 2015، هي الشركة المتحدة للتأمين، وبنك سورية الدولي الإسلامي، وبنك قطر الوطني، وبنك عودة، وبنك البركة.
في المقابل اكتفت أسهم لـ11 شركة بنحو 3% فقط من التعاملات، علماً بوجود أسهم لم تجر عليها ولا صفقة هذا العام، بسبب ظروف الحرب، كشركة نماء الزراعية.
أما بالنسبة لمؤشر السوق، فقد حافظ على تماسكه النسبي للعام الثاني على التوالي، فلم يفقد أكثر من 5% من قيمته هذا العام، على حين كان قد زاد بنسبة 1.74% عام 2014.