أدى تلوث المياه في نبع أبو قبيس الذي يغذي كلاً من مدينة سلحب والصفا وقرية عين الجرن إلى ظهور حالات تسمم مئات المواطنين بينهم أطفال وبعض الحالات تم نقلها إلى المشفى لتلقي العلاج,
وقد بلغ عدد الإصابات في بلدة الصفا حوالي عشرة أشخاص في اليوم الأول ثم ازداد العدد خلال ثلاثة أيام وكانت الإصابات لكافة الأعمار لكن الأطفال هم الأكثر عرضة, ولدى الاشتباه في المياه تم الإعلان فورا من قبل المختصين في وحدة مياه المدينة عن وقف الضخ وقطعها وعدم استخدامها للشرب إلا بعد غليها والاعتماد على مياه البئر في سلحب ريثما يتم التأكد من سلامة وصحة مياه النبع.
عيادات الأطباء امتلأت بالمرضى والمصابين,
الطبيب "عبد الكريم حمود" طبيب في "مركز صحي سلحب" قال: وردت عدة حالات إلى المركز وتم تقديم الإسعافات الأولية لهم بينما بلغ عدد الحالات الواردة إلى العيادة أكثر من 200 حالة وجميعها متشابهة في الأعراض ومن كل الأعمار من تلك الأعراض: اسهالات شديدة- اقياءات- آلام في البطن – حرارة مرتفعة... وقد تم علاج معظم الحالات, لكن بعضها تم نقله إلى المشفى, وأكد الطبيب أن مياه الشرب هي السبب الرئيس في التسمم لأن مثل هذه الأعراض ليست بوقتها ولا تظهر إلا في الصيف وتاليا معظم الحالات انحصرت في قرى الصفا وعين الجرن والتي تتغذى بمصدر مائي واحد.
بعد إبلاغ الجهات المختصة قام "مدير مؤسسة المياه" في المحافظة المهندس مطيع العبشي مع فريق مؤلف من مدير الصرف الصحي واللجنة المختصة ومدير الصحة في المنطقة بالاطلاع على الموقع في أبو قبيس وسلحب للكشف والبحث عن المشكلة الرئيسة المسببة للتلوث وبعد القيام بإجراء التحاليل المخبرية المركزية لمياه النبع والبئر وذلك في وحدة السقيلبية أظهرت النتائج عدم وجود أي تلوث وأن المياه صالحة للشرب, تم إعادة التحاليل المخبرية لمياه النبع عدة مرات وأخذت تسع عينات منها، ثلاث عينات من بعض المنازل في حي الصفا أيضاً لم تظهر النتائج أي تلوث ولا تشوبها أي شائبة, لكن حالات التسمم في ازدياد وتظهر لدى أكثر من فرد في العائلة بل لجميع أفراد العائلة الواحدة عند البعض, هذه المشكلة أربكت الجهات المعنية في معرفة السبب الرئيس, وبعد التقصي وبالتعاون مع الأهالي تم الكشف عن الأسباب الحقيقية للتلوث.
(تشرين) تابعت هذا الموضوع مع المهندس مطيع العبشي مدير مؤسسة المياه في حماة وقال: بعد التحري والبحث في مشكلة التلوث تبين أن الخط الواصل من النبع حتى خزان حرف الأرز وبطول 6 كم حيث انحصرت المسافة وقدرها حوالي 500 م إذ توجد فوقها المقاصف العشوائية والمنازل تبين وجود تسرب لمجرى صرف صحي لكن بشكل متقطع ولبعض الأيام وذلك حسب الجورة التي تغذيه على دفعات فتم تشكيل فريق عمل لتحديد النقطة ومعالجتها وحاليا تم اتخاذ قرار بالتوقف عن ضخ المياه من النبع وطلبنا من الأهالي إفراغ خزاناتهم وتنظيفها من الشوائب وسيتم إرسال الصهاريج من المؤسسة لتعبئة خزانات الأهالي وبشكل مجاني علما بأنه تم تأمين المنهل لهذه الصهاريج من قريتي نهر البارد والصارمية.
وقال العبشي: سنقوم باستبدال جزء من الخط بطول 500 م وخلال اليومين الماضيين قام العمال بغسيل شبكة المياه والخزانات وتنظيفها والآن يعدّ نبع أبو قبيس خارج الخدمة لحين خلوه من أي تلوث, وأضاف العبشي: في حي الصفا توجد بئر تم حفرها سابقا سنعمل على تجهيزها بشكل سريع لتكون في الخدمة قريبا.
ومن الجدير ذكره أن خط الضخ وشبكة المياه قديمة جدا ومنذ عام 1974 وقد تمت المطالبة بتغييره منذ خمس عشرة سنة لكن لا حياة لمن تنادي, بينما يتساءل أهالي سلحب والصفا والقرى المحيطة: إلى متى سننتظر هذا الإهمال والتقصير من قبل المعنيين والمسؤولين عن سوء الخدمات فيها؟ فمن يدفع ثمن هذا الإهمال سوى أولادنا وأطفالنا.