خاص B2B-SY
من المتوقع أن يتراجع إنتاج القمح في سورية خلال العام الجاري، إلى أدنى مستوياته في نحو ربع قرن، بفعل الحرب،فضلا عن ارتفاع تكاليف الزراعة وعمليات التهريب، ما يهدد السوريين بأزمة أخرى تتعلق بالغذاء، وفق تقديرات أممية.
وتقلص إنتاج القمح من 4 ملايين طن خلال عام 2011، إلى أقل من 415 ألف طن الموسم الماضي، وفق بيانات وزارة الزراعة، والذي فشل في تنفيذ المخططات الزراعية للمادة الاستراتيجية.
وقالت الوزارة في بيان حصل عليه " بزنس 2 بزنس سورية ، إن المساحة المزروعة بالقمح لموسم 2015 – 2016 بلغت نحو 538 ألف هكتار من المخطط البالغ 1.7 مليون هكتار بنسبة تنفيذ 31%، في حين لم تزد المساحة المزروعة بالشعير عن 6.6 آلاف هكتار من المخطط البالغ 15.1 ألف هكتار بنسبة تنفيذ لا تتجاوز 40%.
ولفتت الوزارة إلى استمرار عمل اللجنة المشكلة من عدة جهات حكومية، بمتابعة حال المحاصيل الزراعية، والتدخل عند الضرورة وفق الإمكانات المتاحة لتجاوز الصعوبات التي قد تؤثر في الإنتاجية.
وقال مصادر إن بعض مزارعي القمح لجأوا إلى زراعات أقل كلفة وأسهل تسويقاً، مثل البقوليات (العدس والحمص) أو الزراعات العطرية (كمون ويانسون وحبة سوداء)، نظراً لقلة شراهتها للمياه وارتفاع سعرها في الموسم الماضي.
ويقول مهندس زراعي إن صعوبة تأمين البذور للموسم الحالي، بسعر مناسب، مع غلاء مستلزمات الإنتاج الزراعي، وتضاعف أسعار المازوت الذي زاد التكاليف 50%، كلها عوامل نالت من قناعة الفلاحين بجدوى زراعة القمح للموسم المقبل.
ويرى المهندس أن جملة من الأسباب دفعت الفلاحين للعزوف عن زراعة القمح، لعل من أهمها، أنه في موسم 2014-2015 لم يتوفر التمويل لشراء محصول القمح، ولم تتجاوز نسبة التسويق 20% ما أدى لتدني أسعار القمح وخسائر الفلاحين، فضلاً عن أن منافسة محاصيل أخرى، مثل الحبة السوداء والكمون، وزيادة أسعارها 400% عن سعر القمح، دفعتا الفلاحين للتوجه إلى تلك الزراعات، أضف إلى عمليات التهريب التي تم من جميع المناطق في سورية إلى كل من لبنان وتركيا
وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" وبرنامج الأغذية العالمي قد حذرتا، من أن إنتاج القمح في سورية أقل من مستوياته المعهودة قبل الأزمة بـ 40%. وبحسب "الفاو" فإن الإنتاج يعتبر في أدنى مستوى له منذ 25 عاماً.