دعت اليوم منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) حكومات الدول المانحة للعمل على زيادة التمويل الموجّه إلى مساعدة المزارعين في سورية على الاحتفاظ بأراضيهم في حالة مُنتجة والحيلولة دون مزيد من تدهور الأوضاع.
وقال "جوزيه غرازيانو دا سيلفا" المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ، إن "الحرب في سورية، ألحقت الخراب بقطاع الزراعة، مما أضر بالإمدادات الغذائية والأسواق إلى أقصى حد، واليوم فإن أكثر من نصف السوريين المتبقين في البلاد يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بينما يعجز واحد من كل ثلاثة أشخاص عن تأمين المواد الغذائية الأساسية لأنفسهم".
وأضاف أنه "مع هبوط الإنتاج الغذائي الوطني، حلّقت أسعار المواد الغذائية في سورية إلى مستويات غير مسبوقة، إذ قفز سعر دقيق القمح في بعض الأسواق إلى 300 في المائة وسعر الأرز بما يناهز 650 في المائة خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية".
وحذر " دا سيلفا" أن "أكثر من نصف سكان سورية هم في حاجة الآن إلى مساعدات غذائية، وما لم يرتفع مقدار التمويل لدعم الأنشطة الزراعية فلن يملك المزيد من المزارعين أي خيار سوى التخلي عن أراضيهم والتشرد داخل البلاد أو عبر الحدود".
وأكد الرئيس التنفيذي لمنظمة "فاو" أن "سورية بحاجة إلى إنتاج أكبر كميات ممكنة من الغذاء لتلبية احتياجاتها الذاتية، لأن المعونات وحدها لا يمكن أن تشبع جوعها"، مضيفاً أن "ثمة حاجة ماسة إلى زيادات قصوى في التمويل دعماً لقطاع الزراعة السوري".
ورغم أن العديد من المزارعين في سورية يواصلون العمل والإنتاج حالياً إلا أنهم يناضلون من أجل الحصول على البذور والأسمدة. كما بلغ الإنتاج الحيواني مرحلة الخطر لعدم تمكُّن المرببن والرعاة من تأمين العلف الحيواني ولا الخدمات البيطرية التي لم يعد لها وجود.
وتعاني أسواق المواد الغذائية ونظم التوزيع من أضرار فادحة. وقال الخبير "لوران طوماس" المدير العام المساعد لدى "فاو" لشؤون التعاون التقني، أن "الزراعة طالما ظلّت وستبقى المصدر الرئيسي لفرص العمل في سورية، فضلاً عن كونها مفتاح الانتعاش في المستقبل".
وأضاف، "علينا ألا نغفل أن المزارعين الذين لا يزالون في سورية ويناضلون للاحتفاظ بإنتاجية أراضيهم هم العمود الفقري لإمدادات الغذاء، والغالبية العظمى من هؤلاء المزارعين هم من النساء اللواتي يشكلن الآن 63 في المائة من القوة العاملة الزراعية".
وفي وجه هذه المعوقات الهائلة تواصل "فاو" دعم المزارعين والمجتمعات الريفية في سورية، بالعمل ميدانياً في 14 من محافظات البلاد، بما في ذلك المناطق التي يصعب الوصول إليها على نحو خاص في شمال البلاد.
وفي عام 2015 وحده، رفعت "فاو" عدد الأشخاص المستهدفين بالمساعدة ليصل إلى 1.5 مليون نسمة. ومن بين الأسر الزراعية الذين تلّقت بذور القمح والشعير، تشير التقديرات إلى أنها ستنتج 119000 طن من الحبوب هذا الصيف، أي ما يكفي لإطعام ما يقرب من نصف مليون شخص لمدة سنة. وبالإضافة إلى ذلك، تلقى أكثر من 9 ملايين رأس من الماشية رعاية بيطرية للحد من مخاطر الأمراض الحيوانية وحماية القطعان.
وبالرغم من الأهمية الحاسمة للقطاع الزراعي جاءت تدخلات الطوارئ الزراعية عموماً في سورية دون المطلوب بما يتجاوز 70 في المائة وذلك كنقص في التمويل عام 2015.