قال الدكتور نزار يازجي وزير الصحة إن الوزارة ومنذ اكتشاف أولى الحالات المرضية قد اعتمدت استراتيجية محكمة للتصدي لوباء شلل الأطفال الذي عاد إلى سورية بعد أن ظلت خالية منه منذ العام 1995 واستنفرت كامل طاقاتها لتأمين فرق التلقيح واللقاحات وباقي المستلزمات الفنية واللوجستية لانجاح الحملات وتوفير كامل احتياجاتها وبذلك يكون العاملون الصحيون قد حققوا نصراً كبيراً لصالح صحة الأطفال في سورية.
وبيّن وزير الصحة أن حملات التلقيح الـ 17 المتتالية والتي تم تنفيذها عبر المراكز الصحية المنتشرة في كافة المناطق بالمحافظات ومراكز الإيواء المؤقت وفرق التلقيح الجوالة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف وباقي الشركاء ولاسيما منظمة الهلال الأحمر العربي السوري كان لها أكبر الأثر في وقف انتشار هذا الوباء وقطع سراية الفيروس حيث لم يسجل منذ 21 كانون الثاني من العام 2014 وحتى اليوم أي إصابة جديدة بمرض شلل الأطفال.
وأكد الوزير يازجي على أن الوزارة مستمرة في بذل أقصى الجهود للنهوض بقطاع الرعاية الصحية الأولية عامة وبرنامج التلقيح الوطني بشكل خاص وذلك من خلال تحسين نسب التغطية بجميع اللقاحات المدرجة ضمن البرنامج بما يكفل العودة به ليحتل موقع الصدارة مجدداً في إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية كما كان عليه الحال قبل الحرب التي تتعرض لها البلاد.
وأشاد وزير الصحة باندفاع وتعاون الأهالي للمشاركة في حملات التلقيح المتتالية التي طبقتها وزارة الصحة وإعطاء اللقاحات لأطفالهم عند كل حملة مما ساهم بشكل فعال في إنجاح إستراتيجية الوزارة والمحافظة على صحة أطفال الوطن وضمان نموهم وتطورهم بشكل سليم معافى لافتاً إلى أن اللقاح المستخدم في سورية هو من أفضل أنواع اللقاحات ومستورد من كبريات شركات انتاج اللقاح في العالم ويحقق أفضل معايير الجودة المعتمدة لدى منظمة الصحة العالمية ويعطى للأطفال مجاناً من خلال كادر طبي مؤهل بإيصال اللقاحات إلى كل طفل وفق شروط صارمة لنقل وحفظ اللقاحات.
كما نوّه الوزير يازجي بالدور الذي اطلعت به مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية في التعريف بحملات التلقيح والترويج لها بهدف تحفيز الأهالي ولا سيما الأمهات وتشجيعهم على اصطحاب أطفالهم إلى المراكز الصحية وفرق التلقيح الجوالة لإعطائهم اللقاحات المقررة.
وفي سياق متصل أكد بيان مشترك صادر عن منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف أن سورية أكملت العامين دون أن تبلغ عن أي حالة لشلل الأطفال جديدة بالرغم من التحديات الكبيرة التي تؤثر سلباً على خدمات القطاع الصحي بما فيها تلقيح الأطفال.
وأشار البيان المشترك إلى أن وزارة الصحة في سورية نفذت عدة حملات لقاح كبيرة ومتتالية في مختلف المناطق حيث وصلت إلى أكثر من مليونين و (900) ألف طفل دون سن الخامسة تم من خلالها تقديم جرعات متكررة من اللقاح الفموي ضد فيروس شلل الأطفال.
وفي هذا الصدد لفتت إليزابيث هوف ممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية إلى أن سورية نجحت في تجنب أي حالات جديدة من شلل الأطفال في العامين الأخيرين رغم استمرار الأزمة التي تعيشها البلاد وذلك بسبب حرص العاملين في المجال الصحي في سورية لتبقى خالية من شلل الأطفال مؤكدة أهمية الاستمرار بتنظيم حملات تلقيح بهدف زيادة المناعة لدى الأطفال مع التركيز على هذه الفئة في المناطق الصعبة الوصول.
من جانبها بينت هناء سنجر ممثلة اليونيسيف في سورية أن هذا الإنجاز مهم لسورية وأن منظمة اليونيسيف تشيد بمجهود العاملين في القطاع الصحي الذين أتاحت جهودهم تحقيق هذا الانجاز الأمر الذي يفترض دعم جهودهم ليتمكنوا من الوصول إلى كل طفل في سورية.