عانت محافظة اللاذقية - كما غيرها من بقية المحافظات - كثيراً من الانقطاعات المتكرّرة للتيار الكهربائي، وخضعت لأنظمة تقنينٍ متفاوتة الحدّة، تارةً انقطاع بلا سقفٍ واضح، ولاسيما وقتما يختلط التقنين مع الأعطال، فنغوص في ظلامٍ لاقرار له، وخلال تلك الفترات - وهي منذ نحو عامين أو ثلاثة - حاولت شركة كهرباء اللاذقية على ما يبدو تلافي ما يمكن تلافيه، فزادت محطات التحويل ونشرتها في مختلف أنحاء المحافظة، واستطاعت هذه المحطات أن تخفف من الأعطال كثيراً، حيث منحت الشبكة قدرةً على تحمّل الضغط الشديد على الاستهلاك، إذ كان حجم الاستهلاك الكبير وعلى الخصوص في الأيام الباردة عند تشغيل عدد كبير من المدافئ الكهربائية والسخّانات، يؤدي إلى انقطاع سريع في التيار، ويبدو أنّ الإدارة الكهربائية اضطرت لفرض نظام تقنين قاس تمثّل بأربع ساعات انقطاع متواصل لتأتي الكهرباء بعدها ساعتين فقط، ووقتما تحسّن الوضع قليلاً أُضيفت ساعة إلى ساعات التغذية الكهربائية، وانخفضت ساعات القطع ساعة لتتناصف الحالة على شكل ثلاث ساعات بثلاث ساعات، غير أن هذا التحسّن لم يصمد طويلاً، فعاد التقنين إلى أربع ساعات قطع وساعتين من التغذية، واستمرت هذه الفترة لأشهرٍ عديدة، ومنذ أشهرٍ قليلة عاد نظام التقنين إلى ثلاثةٍ بثلاثة، وشكّل الأمر نوعاً من الارتياح، ولكن بين فترة وأخرى كانت تجري حالات تسلل تقنيني غير محسوب، وغير مُعلن، فيقضمون من ساعات التقنين الثلاثة فتراتٍ تكون أحياناً ربع ساعة، وأحياناً نصف ساعة، وتقفز في بعض الأحيان إلى الساعة، ولكن بالمقابل كانت في بعض الأحيان تستمر الكهرباء بالتدفق طوال الليل ودون انقطاع، وأحياناً تنقطع .
في الأيام القليلة الماضية تفاجأنا بزيادة فترة التدفق الكهربائي، وانحسار فترة التقنين بمعدّل ساعة بساعة، فبدلاً من ثلاث ساعات تقنين كأنها صارت ساعتين، وبدلاً من ثلاث ساعات تدفّق صارت الكهرباء تأتي لأربع ساعات بشكلٍ متواصل ..!
لقد اعترانا القلق .. وكدنا أن نتصل مع طوارئ الكهرباء لصيانة هذا الخلل، فمنذ زمانٍ بعيد لم نعتد على هذا الرفاه كله، لانحن ولا أجهزتنا الكهربائية، وقد خشينا عليها من العطب، وبعد عدّة أيامٍ من هذه الحالة وهذه الصدمة، بدأنا نستعيد التوازن ونستوعب هذا الاختراق الذي يجري.
وأمام هذا الواقع المدهش كان لابد من الاستفسار من المدير العام لشركة كهرباء اللاذقية المهندس مضر اسماعيل، والذي كان هو الآخر ما يزال على ما يبدو تحت الصدمة مثلي ، فما أن قلتُ له صباح الخير .. حتى رحّب ترحيباً شديداً
وأوضح مدير كهرباء اللاذقية مع بداية ارتفاع حرارة الجو، نزلت الحمولات عن الشبكة بسبب التخلي عن المدافئ الكهربائية والسخانات، فاستثمرنا الاستطاعة المخصصة وكمية التوليد ذاتها، وتمكنّا من تخفيض ساعات التقنين ساعة واحدة، ليستقرّ الوضع إلى ساعتين من الانقطاع، وأربع ساعات تغذية كهربائية متواصلة، وتوقّع المهندس مضر استقرار هذا الوضع حتى نهاية الربيع، حيث يعود الاستهلاك للازدياد مع بداية شهر أيار بسبب استخدام المراوح والمكيّفات، وبشكلٍ عام فقد صار الوضع أفضل.