أصبحت البطاريات الصغيرة أو الكبيرة، السائلة أو الجافة، جزءاً أساسياً من أي منزل في سورية، وأضحت “الليدات” الوسيلة الأهم في الاعتماد على الإضاءة، مع زيادة ساعات التقنين وتحكم تجار تلك البدائل في أسعار السوق نظراً لزيادة الإقبال عليها، مع الإشارة إلى أن سوق تلك الأدوات لا تخضع لأية رقابة وحاليا مع فوران الدولار ارتفعت أسعار هذه المستلزمات بشكل كبير حتى بلغت نسبة الارتفاع أكثر من 150% مقارنة مع العام الماضي، ولن نأتي على ذكر أسعار هذه المستلزمات التي أصبحت تكلف الكثير، ولكن سنذكر أنه لماذا لا يتم تصنيع هذه المستلزمات محليا، وخاصة أن الطلب عليها كبير في السوق المحلي، بالإضافة إلى أن وزارة الصناعة لديها شركة بطاريات ولكنها للأسف متوقفة منذ 3 أعوام علما أنها موجودة في منطقة آمنة واكتفى نشاطها باستجرار البطاريات التالفة من القطاع العام وإعادة تدويرها وفق ما أكده مدير الشركة في تصريح لإحدى الصحف المحلية..
أسباب ارتفاع الأسعار
الصناعي والتاجر فيصل العطري أوضح، أن الارتفاع الكبير في أسعار مستلزمات بدائل الطاقة الكهربائية من ليدات وإنفيرترات وشواحن يعود لسببين: الأول توقف الشحن الجزئي لان مستوردي الليد والانفيرتر والشاحن على وجه الخصوص يشحنوها بشكل جزئي. 2- السبب الأخر هو الارتفاع سعر الدولار.
وعن تصنيع البطاريات محليا والاستغناء عن استيرادها لفت العطري أن هناك أحاديث جادة مع بعض الصناعيين لفتح مصانع لإعادة تدوي البطاريات، مشيرا إلى أن إنتاج الشركة العامة لصناعة البطاريات غير موجود على الأرض للأسف علما بأن تدوير البطاريات أمر هام جدا لان التلوث الناشئ عن كميات البذاريات المهولة المستهلكة بالفترة الماضية خطير للغاية.
ثلاث مشاكل
وعن تصنيع الليدات محليا والانفيرترات والشواحن والحد من استيرادها لتوفير القطع الأجنبي لفت لعطري، إلى أنه بالنسبة للانفيرترات والشواحن يتم تصنيعها لكن هناك ثلاث مشاكل: 1ـ المنتج الوطني يستخدم تقنية تدعى LF وهي تقنية قديمة من سيئاتها انخفاض المرودود. 2 ارتفاع الأسعار بشكل كبير مقارنة بالمنتج الصيني . 3 للأسف معظم المنتجين يعملون بأسلوب الورشات لا بأسلوب المصانع “باستثناء اثنين أو ثلاث مصانع” مما ينتج بضائع بمنتهى السوء والخطر عند الاستخدام.
وأما بالنسبة لتصنيع الليد فهو غير مجدي اقتصادياً لان تكلفة التصنيع اكبر من تكلفة الاستيراد إذ لا يوجد ما يمكن تصنيعه محليا. فالليد نفسه مستورد وتصنيعه يتطلب تقنيات غير متوفرة وكذلك اللوحة المطبوعة والمقاومة ، يبقى التجميع وهو أمر يحتاج لخطوط إنتاج، لافتا إلى أن تصنيع الانفيرتر والشاحن بتقنية HF وهي المنتشرة عالميا والأفضل أمر متاح لو توفرت الخبرات والإرادة مع الإشارة إلى أن الاعتماد على الانفيرتر والشاحن المحلي سيوقعنا بأزمة ازدياد استهلاك التيار مقارنة بتقنية HF، لذا فإن الأفضل دعم تصنيع الانفيرتر والشاحن بتقنية HF وهذا ممكن لو توفرت الخبرة والإمكانية، لذا نصل إلى نتيجة مفادها إلى أن موضوع استيراد الليد أمر محسوم، أما الانفيرتر والشاحن ممكن تطويرهم بحيث نعتمد على المنتج المحلي، لكن لا تتوقع أن يكون منافس لأنك ستستورد المكونات الرئيسية وحتى الغلاف المحلي لن يكون منافسا ما لم يدخل رأسمال قوي يقوم بتصنيع قوالب ألمنيوم مناسبة.
معوقات دعم هذه الصناعة
وعن دعم هذه الصناعة محليا، لفت إلى انه يمكن دعم الصناعة المحلية لكن ستجد بعد فترة أنها ستتراخى وتسوء لعدم وجود منافسة جدية، مشيرا إلى أن حاليا يوجد مصنع واحد يقوم بإنتاج الانفيرترات بشكل جيد لكن سعره مرتفع جدا مقارنة بالصيني وللأسف اليد العاملة المنتجة أصبحت نادرة، ويعود ارتفاع أسعار المنتج المحلي، إلى أن المواد الأولية يتم استيرادها وبكميات قليلة مقارنة مع ما يستهلكه المصنع الصيني مثلا ارتفاع تكاليف الإنتاج من كهرباء وخلافه، بالإضافة إلى الافتقار لخطوط إنتاج متكاملة فمثلا احد مصانع الانفيرترات ينتج يوميا حوالي 2000 انفيرتر مقارنة بأكبر مصنع محلي لو عمل بأقصى طاقته لما تجاوز إنتاجه 50-70 انفيرتر.
يذكر أنه تمّت الموافقة سابقاً على استيراد آلات من أجل صناعة البطاريات المغلقة ولكن تم تأجيلها مؤقتاً بناء على قرار رئاسة “مجلس الوزراء”، ويشار إلى أن هناك شركتين مرخصتين للقطاع الخاص تعملان في إنتاج البطاريات ولا إشكالية لهما مع إنتاجية الشركة.