خرجت "الجمعية الحرفية للحوم بدمشق" عن صمتها مؤخرا، حيث طالب رئيسها أدمون قطيش بتسهيل عمليات استيراد لحم العجل المبرد من البرازيل لمنع وصول لحوم مهربة وحرصاً على صحة المواطن المستهلك، بالإضافة إلى الطلب من المعنيين عدم فتح باب تصدير اللحوم إلا بعد دراسة احتياجات السوق المحلية بالتعاون والتنسيق مع مجلس إدارة الجمعية.
والمتتبع لحال أسواق اللحوم يجد مؤشرها إلى ارتفاع مستمر دون انخفاض يذكر، فهو السوق الوحيد الذي لم تعرف أسعار سلعه أنخفاضا، حيث تواصل أسعار اللحوم الحمراء ارتفاعها رغم ضعف الإقبال عليها، فهي خالفت عرف السوق القائم على العرض والطلب.
ويتساءل الكثيرون عن سر بقاء أسعار اللحوم الحمراء مرتفعة، لتأتي الإجابة بأن اللحوم المجرومة تهرب إلى لبنان..؟؟
لا شك أن الطلب على اللحوم محليا يقتصر على المقتدرين ماليا، ونسبتهم تعتبر قليلة في حال مقارنتها مع السواد الأعظم من المستهلكين الذين باتوا يضربون أخماسهم بأسداسهم لتدبير قوت يومهم، أي أن الطلب على اللحوم ضعيف محليا, ولكن خارجيا نعتقد غير ذلك، حيث أوضح عضو "جمعية حماية المستهلك" "محمد بسام دوريش" في تصريح خاص لـ”سينسيريا”، أن تهريب الأغنام لا يزال مستمر على قدم وساق إلى هذه اللحظة.
وأشار إلى أن “الطامة الكبرى” حاليا هي تهريب اللحم المجروم “فخذ ومتلة” إلى لبنان وذلك عبر بعض السيارات التي تدخل إلى لبنان، وتقدر الكمية التي تدخل تهريبا من سورية إلى لبنان نحو طن أو اكثر وذلك حسب المواسم والأعياد، وهذه الظاهرة على حد قوله ليست بجديدة ولكن هو مرض مزمن منذ أكثر من 30 عاما.
ولفت إلى أنه رغم تهريب هذه الثروة إلى لبنان فإنه بالمقابل يتم إدخال لحوم مهربة منتهية الصلاحية إلى سورية وبيعها في الأسواق!!، مشيرا إلى أن أسعار اللحوم لا تزال مرتفعة مقابل وجود لحوم مفرومة مسبقة حيث يباع الكيلو ما بين 800 إلى 1000 ليرة، وهي معروضة ضمن البرادات في واجهات محلات اللحوم وهذا مخالف للتعليمات التنفيذية حيث يمنع وجود أكثر من 2 كيلو غرام في المحل.
ونوه إلى أن الإقبال على لحم الجاموس يغطي 15% من جميع سوق اللحوم، أما باقي اللحوم وخاصة العجل فهو يقبل نسبة غش تصل إلى 90% وكذلك لحوم الخاروف حيث يكون معظمها من الإناث مع إلصاق الأعضاء الذكرية على الإناث في وضح النهار.
وقال أن الإقبال على موسم المونة لم يخفض أسعار اللحوم، ولم يلعب أي تأثير عليها على عكس الفروج، مشيبرا إلى أن موسم المونة والذي بدأ حاليا، يشهد انخفاضا ملحوظا في الإقبال على مواده بنسبة 50% مقارنة مع العام الماضي، وذلك لضعف القدرة الشرائية للمستهلك من جهة وأيضا لانقطاع الكهرباء لساعات طويلة من جهة أخرى ما يعرض هذه المونة إلى التلف ويعرض المستهلك إلى خسائر كبيرة.
في حين أكد عضو في غرفة زراعة دمشق أن مواصلة تهريب الأغنام بشكل كبير، أدّى لاستمرار ارتفاع الأسعار رغم موسم الولادات، لافتا إلى أن بعض القرارات شجعت على تهريب الأغنام إلى دول الجوار مثل التعقيدات التي فرضت على تصدير الأغنام، مشيرا إلى أن تهريب الرأس يكلف نحو 40 دولارا في حين أن الطلب في السوق المحلي قليل.
بدوره أكد أحد مربّي الأغنام، أن سعر كيلو الغنم الحي يتراوح بين 1400 – 1500 ليرة، ورغم أنه سعره مرتفع بالنسبة للمواطن، لكنه يخضع لتكاليف عالية جداً للتربية، حيث يحتاج رأس الغنم يومياً إلى 250 ليرة ثمن كيلو من الشعير وكيلو من التبن، وبالتالي تصل الكلفة الشهرية إلى أكثر 6 آلاف ليرة، بينما لاتتجاوز فترة الحليب الشهرين، وارتفاع الأسعار في دول الجوار سواء لبنان أو الأردن أو العراق أو تركيا، يشجع على التهريب والذي يتم بسهولة للأسف.
وبلغ سعر كيلو لحم الغنم نحو 5000 ليرة والفروج 900 ليرة والبيض 850 ليرة،