افتتح "وزير السياحة" "بشر اليازجي" في اللاذقية، سوق المشاريع السياحية الخاصة تحت شعار(معاً .. لغدٍ واثق).
ويبدو أن هذا السوق خُصّصَ للمشاريع السياحية المتعثرة في كل من حمص واللاذقية وطرطوس، وقد عكس هذا السوق في الواقع، ومن خلال طريقة العرض، حالة صعبة ومحزنة لتلك المشاريع التي لم يستطع أصحابها إكمال إنجازها، نتيجة الأحداث الدّائرة في سورية وارتداداتها، سواء بالتخريب أحياناً، والتعطيل أحياناً أخرى، وفي أحيان أخرى نتيجة توقف القروض وعدم قدرة هؤلاء المستثمرين سحب أي قرضٍ يعينهم على استكمال مشروعهم.
وكان السوق المقام في إحدى صالات فندق لاميرا اللاذقية، على شكل معرض صور، فلكل مشروع متعثّر صورة موحّدة الشكل بين الجميع، تتضمن لقطات لشكل المشروع الحالي، محاطة بشرح تفصيلي عنه، موقعه، ومما يتألف من حيث البناء، وتصنيفه السياحي حسب الترخيص، ونسبة الإنجاز، وفي الوقت الذي تضمن السوق مشاريع منجزة بنسبة 90% وتوقفت أمام عجز أصحابها عن التمويل، وجدنا هناك مشاريع لم ينفذ منها سوى 40% وأخرى 18% وغيرها 3% وأكثر من مشروع كانت نسبة تنفيذه صفر %.
وعلى هامش هذا السوق البائس، عُقدتْ جلسة حوارية بعنوان: المشاريع السياحية المتوقفة..الواقع والحلول، وقد جمعت هذه الجلسة أصحاب المشاريع السياحية المتعثرة، بمواجهة الحكومة ممثلة بوزارة السياحة، وممولين محتملين، أو أصحاب أفكار تمويلية، بالإضافة لبعض الشركات الهندسية الدارسة.
وفي هذه الجلسة أكد "وزير السياحة" أنَّ الهدف الأساسي من انعقادها تمويلي، والمهم إيجاد طريقة للنهوض بهذه المشاريع وإنقاذها، إذ يجب دراسة هذه المشاريع الموجودة ومعرفة مدى إمكانية إنعاشها واستكمالها بطريقة أو بأخرى، لاسيما أن إقلاع هذه المشاريع من شأنه المساهمة في دفع عجلة الاقتصاد الوطني إلى الأمام، ما يعني رفع سعر صرف الليرة، وبالتالي تحسين مستوى المعيشة.
بدورها "وزيرة الشؤون الاجتماعية" أشارت إلى أن تعافي القطاعات من شأنه أن يبشّر بالخير، مشيرة إلى أن سورية تمتلك مقومات سياحية عالية سواء بالموقع أم بتفاصيلها الأخرى من جبال وسهول ووديان، ومن بحر وينابيع وأنهار، فضلاً عن الحضارات العريقة المتعاقبة التي توثقها الآثار، ووجود منتجات وأيدٍ عاملة وفيرة، غير أن أهم مقومات السياحة في سورية - تقول القادري - عنصر واحد لا يتغيّر هو الشعب السوري.
وأوضحت القادري أن حضورها لهذه الجلسة الحوارية يأتي بالدرجة الأولى في إطار لفت الانتباه إلى ضرورة إقامة مشاريع سياحية صغيرة ومتناهية الصغر في قرانا الجميلة، وإقامة قرى سياحية تساهم في إيجاد فرص العمل لشباب الأرياف، فضلاً عن ضرورة استثمار تلك المواقع الخلاّبة، مشيرة إلى ضرورة التعاطي الأفضل مع القطاع الأهلي.
محافظ اللاذقية أشار خلال هذه الندوة إلى الجهود التي بذلتها المحافظة والبلدية لتأهيل بعض المطاعم والمنشآت السياحية، وأبدى استعداده لدعم المستثمرين وحل مشاكلهم التي يمكن حلها في إطار المحافظة، مؤكداً أنه مستعد حتى لتأمين الحماية الأمنية للمستثمرين ومنشآتهم عند الضرورة.
وفيما طالب العديد من المستثمرين بالتمويل وإعادة فتح أبواب القروض، اقترح عليهم الدكتور مأمون حمدان مدير سوق دمشق للأوراق المالية تشكيل شركات مساهمة وتمويلها عبر طرح أسهمها للاكتتاب العام، وطرح عليهم أنس الفيومي مدير الشؤون القانونية في المصرف العقاري طريقة معقولة للتخلص من القروض المتعثرة تتمثل بدخول المصرف كشريك في المشروع واستكمال تمويله.