رأى عضو في "غرفة تجارة دمشق" فضل عدم ذكر اسمه أن السبب وراء عدم انخفاض الأسعار بسرعة في حين أنها ترتفع بسرعة عندما يرتفع سعر الصرف، هو أن السيولة تفقد في الأسواق وبالتالي لا يكون في السوق أي عمليات تجارية “بيع أو شراء”، وفي حال قام التاجر بطلب عرض سعر لسلعة ما فإن الصناعي أو التاجر يمنحه عرضا أكثر من ممتاز ولكن شرط التسديد الفوري وهذا ما لا يحصل حاليا، وقد شهد السوق حاليا توقف التعاقدات والبيع ونرى المستهلك محجم عن الشراء أيضا، ولكن في حال وجدت السيولة في أيدي معظم الحلقات بدءا من التاجر وصولا إلى المستهلك فإن الأسعار ستنخفض بسرعة لأن التاجر تتوفر لديه السيولة من المستهلك وليس من “الفضاء” فقلة الطلب هو السبب في عدم تراجع الأسعار بشكل طبيعي فلو أن المستهلك لديه سيولة لكان الوضع أفضل بكثير، أما في حال عدم وجود سيولة و لمدة أكثر من أسبوع أو أسبوعين فستجد أن الأسعار ستنخفض بتسارع رهيب، والقضية الأهم أن الاستقرار أفضل من التذبذب و للأسف حتى الحكومة تظن أن هذا الانخفاض المتسارع هو صحي بينما أن أجد انه غير صحي.
وعن ما يقوله البائعون بأنهم قاموا بشراء السلع بأسعار مرتفعة ولن يقوموا بتخفيضها إلا بعد أن يشتروا السلع بسعر منخفض قال عضو غرفة تجارة دمشق: “المشكلة الأولى ان بعض من يمارس التجارة في سورية ليس لديه ثقافة حقيقية حول موضوع البيع و الشراء و كيفية المحافظة على رأس المال و كيفية الاستفادة من الفرصة المتاحة، و هذا الجهل و للأسف هو أحد الأسباب في عدم انخفاض الأسعار في مراكز البيع، ثانيا: انخفاض أسعار السلع يحتاج لأسبوع أو أسبوعين حتى يكون هناك ثبات إلى حد ما و حتى يتبين أن هذا الانخفاض هو حقيقي و ليس صوري، و لهذا أقول لك هذا الانخفاض الكبير هو غير صحي، بينما المعالجة المتأنية لهذه الأمور تعطي انطباع أفضل لدى الجميع، أما الأمر الثالث، فهل خفضت الجمارك و المالية من رسومها المرتفعة جدا و التي تتقاضاها من التاجر؟ و الأمر الرابع هو عدم وجود سيولة سورية بين أيدي المستهلكين مما تؤدي إلى تحريك الأسواق و لو بشكل ضئيل مما يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الأسعار، طبعا هناك أمور أخرى في هذه المعادلة منها موضوع الثقة بين جميع الأطراف”.
وعن كون رفع الأجور والرواتب لتوفير السيولة بيد المستهلكين يعتبر حلا لزيادة الطلب على السلع وبالتالي انخفاض أسعارها، قال التاجر: “للأسف نسبة الفقراء زادت كثيرا في الآونة الأخيرة و أصبح أكثر من 85 % من الشعب يعيش تحت خط الفقر حسب ما نقرأ و حسب ما نشاهد أيضا، بالطبع زيادة الرواتب تؤدي إلى زيادة الإنفاق و هذا هو المطلوب، و لكن الأمر معقد جدا وفق الظروف الحالية حيث أن الحكومة مرهقة بالإنفاق من أجل مكافحة الإرهاب الذي ضربنا في كافة نواحي الحياة و بالتالي، نتمنى أن يكون هناك حل سريع وتستطيع الحكومة زيادة الرواتب، كما أن هناك مشكلة أخرى أن العديد فقدوا وظائفهم في القطاع الخاص و بالتالي انخفض الدخل…للأسف وضع معقد بحاجة إلى تدخل إلهي فقط لا غير”.