للمرة الأولى في التاريخ المعاصر، احتل مليونيرات آسيويون مراكز متقدمة من حيث قيمة ثرواتهم التي فاقت أثرياء أوروبا وأميركا الشمالية، كما أنه من المتوقع أن يزدادوا غنى خلال الفترة المقبلة. وأصبح مليونيرات آسيا أغنى وأكثر عدداً من نظرائهم في الغرب، بحسب تقرير نُشِر الخميس الماضي من قِبل شركة Capgemini للاستشارات الإدارية.
ويقيس التقرير السنوي للشركة العدد الإجمالي والثروة المقدرة لكل من تتجاوز ثروتهم مليون دولار في كل قارة. وفي تقرير العام الماضي، ازدادت ثروة هؤلاء في آسيا بنسبة 10%، وهو ضعف الرقم مقارنة بأوروبا، و5 أضعاف معدل النمو ذاته في أميركا الشمالية، وهو ما يعني أن إجمالي ثروة مليونيرات آسيا يبلغ 14.7 تريليون دولار، مقارنة بـ16.6 تريليون دولار في أميركا الشمالية.
ويشير إلى أن أثرياء الصين واليابان - الذين يمثلون 60% من المليونيرات الجدد في 2015 - قد حققوا هذا الازدهار رغم تراجع نمو الدولتين، إذ إنه في 2015، تراجع نمو الاقتصاد الصيني ليصل إلى أدنى مستوياته منذ 25 عاماً، بينما تراجع الناتج المحلي الإجمالي في اليابان في النصف الأول من العام الماضي، وهو ما جعل البلاد على حافة ركود اقتصادي.
ويتوقع أنه بحلول عام 2026، ستكون ثروة المليونيرات في آسيا أكثر من الثروة في أوروبا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط وإفريقيا مجتمعة. ويستند هذا التوقع إلى الصعود السريع لطبقة الأغنياء في آسيا ونسبتهم 0.1%، وتضاعف أعدادهم وثروتهم خلال العقد الماضي.
في أميركا الشمالية، انخفض معدل نمو الثروة من 9% في 2014 إلى 2% فقط في 2015، في حين تراجعت أعداد المليونيرات في أميركا اللاتينية أيضاً بنسبة 2%، وتراجعت ثروتهم بنسبة 4%، ويشير التقرير إلى أن السبب الأبرز في ذلك هو الأزمة السياسية في البرازيل وتقلبات السوق، اضافة إلى انهيار أسعار السلع الأساسية.
في أوروبا، يأتي أغلب الأثرياء من إسبانيا ثم من هولندا وألمانيا، وقد ازدادت ثرواتهم بنسبة 5%. الأمر المفاجئ في التقرير جاء من إسبانيا، التي سجلت أكبر عدد من المليونيرات الجدد في القارة الأوروبية رغم النمو الهزيل للبلاد ومعدلات البطالة التي بلغت 21%.