أثر ارتفاع أسعار المواد الأساسية والغذائية تأثيراً واضحاً على معالم وجوه المواطنين المتعبة ولاسيما بعد الزيادة الأخيرة لأسعار المحروقات التي طالت كل أسعار المواد ومرافق الحياة اليومية، إلا أن هذا لم يمنع المستهلك رغم كل هذا الغلاء من ممارسة حياته الطبيعية والبحث عن الأسواق الأقل سعراً والأخف عبئاً على جيبه من مبدأ التوفير واتباع ثقافة الترشيد والتي أصبحت حاجة ملحة في حياة المواطن.
ومن خلال رصد ليوميات المستهلكين يوضح بعض من التقيناهم أنهم يقصدون الأسواق الشعبية حتى لو كانت بعيدة عن مكان سكنهم للحصول على حاجاتهم بأسعار أرخص من المحلات الكاوية كما وصفتها إحداهن “محلات لا تخاف الله” مستغلين غياب الضمير بالتزامن مع غياب الرقابة التموينية.
واعتبر البعض أن المواطن لم يبق أمامه إلا البسطات المخالفة للشراء منها ولاسيما بالنسبة لأصحاب العائلات الكبيرة والتي بحاجة تقريباً لـ 6 آلاف ليرة بشكل يومي لقاء الحاجيات الأساسية والغذائية فقط. ويلفت البعض الآخر إلى أن أغلب المواطنين الذين يقصدون محال اللحوم يقومون بشراء “الوقية” والنصف “وقية” لتطعيم الأكل بالنكهة، فزمن الكيلوات ولّا حسب كلامهم.
هنا لم تستطع السيدة أم مصطفى إخفاء دموعها وهي تتحسر على الأيام الهنيئة من السنوات الماضية، حيث كانت الأحوال ميسورة قبل أن تهجرهم العصابات المسلحة ليجور عليهم الزمن وتشتري الخضار والفاكهة بأسعار منخفضة من النخب الثالث والرابع ولاسيما بعد رفع الأسعار من قبل التجار بنحو 40% عما هو محدد وفق التسعيرة التموينية والتي شكك أحد الخبراء الاقتصاديين في قدرة التجارة الداخلية ممثلة بدورياتها الرقابية في ضبط الأسواق ولاسيما في ظل محاباة التاجر وفساد بعض عناصر الرقابة.
إلا أن مدير حماية المستهلك في "وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك" "باسل طحان" رفض هذه الشكوك مؤكداً أن الوزارة تتخذ أشد العقوبات والإجراءات القانونية بحق المخالفين في المواصفات والجودة والأسعار ولاسيما أن دوريات حماية المستهلك في استنفار كامل على مدار الساعة لضبط الأسواق، خاصة بعد استقرار سعر الصرف في الآونة الأخيرة والزيادة الحاصلة على مواد المحروقات.
لافتاً إلى أن مديريات حماية المستهلك تقوم بتنظيم عشرات الضبوط اليومية وسحب العيّنات ومراقبة فواتير المنتج والإعلان عن الأسعار المحددة، ولاسيما أن هناك لجان مختصة تضع التسعيرة وفق نظم واعتبارات تصب في مصلحة المستهلك وترضي التاجر حسب هامش الربح الحقيقي المحدد. وأوضح الطحان أنه يتم سحب العينات من المواد المشتبه بها، ولاسيما خلال هذه الفترة واستعداداً لاستقبال عيد الفطر، حيث تم توجيه مديري حماية المستهلك في المحافظات بمتابعة الأسواق المتخصصة بمستلزمات الأعياد من ألبسة وأحذية وحلويات، إضافة إلى قيام دوريات حماية المستهلك بالمناوبة خلال هذه الفترة واستقبال شكاوى المواطنين ومعالجتها بالسرعة الكلية.
المصدر: صحيفة "البعث"