لم يكن إعلان “الشركة السورية الإيرانية” لصناعة السيارات سايبا" عن تخفيضات خاصة على أسعار منتجاتها من السيارات بمناسبة شهر رمضان وعيد الفطر مجرد “مزحة” بعد تأكيدها في إعلانها على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر اللافتات الطرقية.
حيث أعلنت " الشركة السورية الايرانية لصناعة السيارات " " سايبا" قبل بداية شهر رمضان عن تخفيضات خاصة على أسعار منتجاتها من السيارات بمناسبة شهر رمضان و عيد الفطر، وأوضحت بأن العروض محددة ولن يمدد.
المشكلة ليست بالإعلان بحد ذاته بل بأسعار منتجاتها من السيارات والتي هي بالحد الأدنى 4 ملايين ليرة سورية كثمن للسيارة الواحدة، ولا تنتهي بـ6 ملايين ليرة، والتي تعتبر أسعار خيالية وليست منطقية لموظف أو عامل لا يتجاوز دخله الشهري في احسن أحواله 45-60 ألف ليرة سورية.
وأوضح خبير اقتصادي ان سوق السيارات في سورية تأثر بخمسة عوامل رئيسية أدت لركوده وأصابته بالشلل وهي تقلبات سعر صرف الدولار وبالتالي أسعار السيارات ايضاً
وأضاف الخبيرأن إنخفاض الليرة السورية الذي شهدته خلال الأزمة أيضاً يعتبر من العوامل التي ساهمت بشلل السوق بشكل كبير حيث أصبح أقل سعر سيارة حالياً في السوق مابين المليون والمليون والنصف مستعملة وموديل قديم جداً”.
ومن العوامل الأخرى التي أدت لركود في سوق السيارات بحسب الخبير الاقتصادي هو “ظروف النقل والشحن وارتفاع أجورها بشكل كبير.
لا سيارات جديدة والمستعمل "سيد السوق"
هذا وكانت "وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية" أعلنت منذ بداية الأزمة عن توقف استيراد السيارات الجديدة، وذلك لدعم خطة الترشيد في عملية الاستيراد واقتصارها على المواد و السلع الأساسية، واعتبار أن السيارات السياحية من الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها في الفترة الحالية.
ونتيجة لذلك نشطت حركة سوق السيارات المستعلة وعمليات بيعها وشراؤها وتعديلها ضمن الإمكانيات المتاحة، فيقول التاجر " إسماعيل"” وهو صاحب لمحل سيارات مستعملة في العاصمة دمشق “أن حركة بيع وشراء السيارات كانت في الفترة السابقة نشطة للغاية لكن ومنذ حوالي أربعة أشهر إلى الأن شهد هذا السوق ركوداً أيضاً وذلك نتيجة الترقب لأسعار السيارات وربطه بسعر الدولار”.
فعدم الإقبال على شراء السيارات في الأشهر الأخيرة يعود كما أوضح أبو يزن إلى “توقع الزبائن لانخفاض في أسعار السيارات جراء الأزمة والإشاعات المتعلقة بتخفيض ضريبة الرفاهية وغيرها”.
المستعمل الكوري بـ6 ملايين والياباني والألماني فوق الـ20 مليون
في جولة على مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الخاصة ببيع السيارات المستعلمة في سورية ورصد لأسعارها، حيث وصل سعر سيارة نوع “مازدا” موديل 2007 نحو 5 ملايين و600 ألف ليرة سورية، وسكودا “أوكتافيا” بـ6 ملايين ليرة، وسيارة كورية نوع “هيونداي” بـ7.5 مليون ليرة، أما سيارة كيا “ريو” موديل عام 2006 فوصل سعرها لـ 3 ملايين و700 ألف ليرة سورية، ويرتفع سعر السيارة كلما اختلف نوعها وحداثتها فبعض السيارات المستعملة تصل لـ 20 مليون وأخرى بـ 40 أو 45 مليون كالـ “بي أم دبليو والمرسيدس”.
على الجانب الآخر انتشرت ظاهرة تعديل السيارات ذات الموديلات القديمة والتي تعود لعام 1980، حيث تراوح سعر هذه السيارات بعد التغيير بين المليون ونصف ومليوني ليرة سورية.
دعوات لاستيراد السيارات المستعملة
مع ارتفاع أسعار السيارات الجديدة ومنع استيرادها ، دعا العديد من تجار السيارات إلى السماح باستيراد السيارات المستعملة من الخارج مع الأخذ بعين الاعتبار شروط وضوابط محددة فيما يخص بالسعر والنوعيات وبلد المنشأ.
حيث قال “أبو محمد” وهو تاجر سيارات في منطقة المزرعة عملية استيراد السيارات المستعملة فكرة جيدة في ظل الظروف التي نعيشها فهي تساهم في تنشيط حركة السوق وعمليات البيع والشراء فمن المعلوم أن السيارات في الدول الأوربية بعد خمس سنوات تعتبر قديمة والعديد منهم يحولها إلى خردة بينما تعتبر في الدول النامية سيارة حديثة”.
تكلفة اقتناء سيارة شهرياً
فمنذ سبعة أعوام تقريباً كان يمكن للمواطن ذو الدخل المتوسط أن يبتاع سيارة سياحية “موديل السنة” بمبلغ لا يتجاوز الـ 550 ألف ليرة سورية، وبتقسيط مريح جداً يصل إلى أربع أو خمسة سنوات وبدفعة أولى قد لا تتجاوز الـ 100 ألف ليرة سورية.
أما في أيامنا هذه فقد بلغت أسعار السيارات ضرباً من الخيال فبعد الاطلاع على السوق بلغ سعر سيارة ذات كرت تصنيع الـ 2010 وما فوق حائط ال 4 ملايين ليرة.
ولا يقتصر اقتناء السيارة على الدفعة الأولى بل يليها، ترسيم للسيارة ويتراوح بين 4 آلاف و7 ألاف ليرة حسب نوعها، فيما تعتبر “الطامة الكبرى” لأصحاب السيارات هو البنزين الذي رفعت الحكومة سعره مؤخراً حيث أصبح 225 ليرة بدلاً من 160 ليرة سورية، وبذلك صاحب السيارة يحتاج بحد أدنى لتعبئة البنزين حوالي 9 آلاف ليرة كحد أدنى.
نقص ورداءة قطع الغيار.. تجار : السوق متوتر و يشهد حركة بيع حذرة
شهد سوق قطع غيار السيارات في سورية عموماً و دمشق خصوصاً ارتفاع كبير بالاسعار، وبحسب شكاوي عدة وردت إلى موقع "B2B"، فإن بعض قطع الغيار ارتفعت أسعارها بنسبة تجاوزت 200%، مقارنة مع الأسعار نهاية العام الفائت، لافتين إلى أن تبرير التجار للغلاء هو ارتفاع سعر صرف الدولار.
ومن جهته، أشار أحد التجار لموقع "بزنس2بزنس سورية" إلى أن "سوق قطع الغيار شهد ارتفاعاً كبيراً منذ بداية العام إلى بداية الشهر الخامس، بحيث ارتفع بعض القطع ثلاثة أضعاف، بسبب ارتفاع سعر الصرف والذي وصل حينها إلى 620 ليرة سورية".
وأكد أن "منذ ما يقارب شهر بدأت الأسعار بالانخفاض مع انخفاض سعر الصرف"، مشيراً إلى أن "سوق السيارات بشكل عام وقطع الغيار بشكل خاص يشهد توتراً وحركة بيع حذرة، لأن بعض التجار استوردت بضائعها بأسعار مرتفعة، واليوم تبيع بسعر منخفض".
وخلال جولة لـ "B2B"، على سوق قطع غيار السيارات رصدنا أسعار بعض القطع ومنها: بطارية 55 أمبير وصل سعرها اليوم إلى 22 ألف ليرة بعد أن كان 26 ألف ليرة منذ أسبوعين، والـ100 أمبير 35 ألف ليرة، والـ150 أمبير 53 ألف ليرة سورية، مع احتمال تراجع سعرها في حال استمرار انخفاض سعرالصرف.
وبلغ سعر البواجي اليوم 3000 ليرة بعد أن وصل إلى 4000 ليرة، في حين كان سعرها بداية العام 2000ليرة سورية، أما قشاط المروحة فكان بداية العام أقل من 2000 ليرة، أما اليوم بلغ سعره 1200 ليرة سورية، كما وصل سعر طقم الكوليات إلى 10 آلاف ليرة حتى منتصف الشهر الخامس وبعدها بدأ بالانخفاض ليصل اليوم إلى 6 آلاف ليرة، والمارش وصل سعره اليوم إلى 16 لف ليرة ومثلها للدينمو
المصدر: بزنس 2 بزنس سورية - صحف و مواقع الكترونية