إذا كنت تعتقد ان الاقامة أو العيش في المدينة الجامعية بدمشق حكراً على الطلاب والطالبات، فأنت لا تعرف شيء او أنك لم تقابل " رولا"موظفة بالمشفى العسكري “601”، التي أنهت دراستها منذ سنوات وتعيش حالياً في المدينة الجامعية “تجمّع المزة” الذي يحوي حوالي 30 ألف طالباً وطالبةً من الأفرع العلمية المختلفة.
اختصرت رولا على نفسها دفع مبلغ 50-80 ألف ليرة شهرياً لتستأجر شقة بمنطقة المزة القريبة على عملها، ودفعت المبلغ ذاته لقاء السكن في المدينة الجامعية ولكن ليس بشكل شهري بل سنوي.
رشي وفساد
على غرار “رولا” التي تقيم في السكن الجامعي منذ عامين، لا تكاد تخلو غرفة إلا وتجد بها قاطناً ليس لديه أي صفة طلابية، وفي بعض الأحيان يحصل هؤلاء على غرف مستقلة وذلك حسب المبلغ المدفوع للواسطة التي تتدخل لهم، وفق ما يكشف هذا التقرير من داخل المدينة الجامعية بدمشق
تعرف هذه المدينة باسم “مدينة الشهيد باسل الأسد الجامعية” تحوي 26 وحدة سكنية وتنقسم إلى ثلاثة تجمعات، الأول في المزة وهو أكبرها، والثاني في الطبالة “سكن الهمك” والثالث بمنطقة برزة، الذي يجتمع فيه طلاب الكليات التي لا تحتاج لدوام يومي، تأوي التجمعات الثلاثة حوالي 26-35 ألف طالباً وطالبةً، إلا أن هذا الرقم ارتفع كثيراً مع وفود آلاف الطلاب من الجامعات الأخرى ولا سيما الفرات.
وهنالك طريقتين أساسيتين لتأجير الغرف، الأولى عبر واسطة ضخمة من “الهيئة الإدارية أو اتحاد الطلبة ” والثانية عبر “رشي” متسلّم أحد الوحدات مقابل تفريغ غرفة ما وزج قاطنيها بغرف أخرى فوق الطاقة الاستيعابية لها، ثم منح الغرفة الفارغة للمستأجر الذي قد يكون موظفاً أو لا يحمل الصفة الطلابية، أو طالباً ليس لديه الامكانيات المادية التي يستطيع من خلالها اخذ غرفة من مستلم الوحدة دون اي تعب او عناء التفكير بها.
سماسرة للإيجار
في إحدى غرف الوحدة 14 المخصصة لطالبات الآداب، تقطن فاطمة مع 16 فتاة أخرى، يبلغ حجم الغرفة 4*4 أمتار، وهي مخصصة فقط لخمسة طالبات، حيث يعاني الطلاب من “تكديسهم” بالغرف بشكل غير منطقي وفي ظروف لا توفر لهم أدنى طقوس الدراسة.
في الرد الرسمي على هذا الموضوع يقول مدير السكن الجامعي “ابراهيم جمعة” أن “سبب تكديس الغرف بالطلاب يعود لعدد المقدمين الهائل، ولا سيما أبناء ريف دمشق الذين كانوا لا يحتاجون السكن، إضافة لأبناء المحافظات والجامعات الأخرى الذين توافدوا إلى العاصمة”.
تقول فاطمة: “نتفهم بعمق أن ثمة زيادة في أعداد الطلاب، لكن ما لا يمكن تفهمه هو أن الغرفة المجاورة لنا تقطنها فتاتين فقط، الأولى طالبة والثانية ليس لديها أي صفة طلابية”.
وتساءلت فاطمة خلال حديثها إذا كانت الظروف صعبة وعدد الطلاب كبير لماذا نجد غرفة متكدسة بـ 18 طالبة، وأخرى تقطنها طالبة واحدة أو طالبتين!!.
بخلاف فاطمة تتهم فتاة في الوحدة الرابعة متسلمة الوحدة، بأنها حصلت على أموال كبيرة مقابل منح أحد الغرف لفتاة تعمل موظفة في وزارة الشؤون الإجتماعية، تقول الطالبة التي رفضت ذكر اسمها شهدت بأم عيني عملية بيع الغرفة بمبلغ 80 ألف ليرة من قبل المتسلمة، فيما توزع طلاب الغرفة المباعة على بقية الغرف، دون أن يتمكّنوا من تقديم أية شكوى.
ويستشهد طالب مقيم في المدينة منذ 4 سنوات بمتسلّمة الوحدة 20 الخاصة بسكن طالبات الطب البشري، والتي طلبت من أكثر من شخص أن يمنحها هاتف آيفون مقابل منحه غرفة فارغة لمدة عام بغض النظر عن كونه طالباً أم لا.
المصدر: صحف و مواقع الكترونية