كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن الجودة، حيث أكد رئيس "غرفة تجارة دمشق" "غسان القلاع" مؤخراً، أن المصانع السورية تفتقر للكثير من العوامل والعناصر المساعدة في اعتماد أنظمة الجودة، لافتاً إلى أن موضوع الجودة لا يهتم به المعنيون بالشكل اللازم وهم جعلوه خلف ظهورهم،..
في حين رأى عضو "الجمعية العلمية السورية للجودة" "هاني العلي" غياب الدافع لدى الحكومة لتطبيق أنظمة الجودة بشكل متكامل، حيث قامت بانتقاء ثلاثة من هذه الأنظمة لتطبيقها على المؤسسات، مشيراً إلى أن سورية فقيرة بالبنية التحتية للجودة وبصعوبة تطبيق أنظمة الجودة بسبب التكاليف ومقاومة التغيير من العاملين.
وتعليقا على ذلك، لف الاستشاري المهندس ماجد شرف مدير عام مجموعة الجودة للدراسات، أن الإتقان أو الجودة لأحد مفهومين بين الخبرة والعمل المتقن وهي ثقافة دارجة في مجتمعاتنا قديما دينياً واجتماعيا،ً ولكن مع اتساع وانتشار الأسواق أفقيا وعمودياً وازدياد الطلب على المنتجات والخدمات وزيادة العرض،
ازداد التنافس في مجالات عديدة منها التفاخر بالحصول على منتجات أو الخدمات التي تحمل شعار ماركات عالمية أو التفاخر بارتفاع تكاليفها وأسعارها مما جعل من هذه الميزات تتنافس فيما بينها على حساب الجودة والإتقان .
نشر ثقافة الجودة
وعن كيفية نشر ثقافة الجودة، لفت شرف، أنه لا يمكن نشر ثقافة الجودة من خلال إصدار القوانين ولا بأي طريقة أخرى، بل إن ذلك سيزيد من عدم الجودة بعكس ما نشتهي، فحتى نساهم جميعنا بنشر ثقافة الجودة ذات المردودية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي ستعود علينا بتوفير الكثير من المال والجهد والوقت،
ولرفع مستوى الثقة المتبادلة بين المنتج أو مقدم الخدمة والمستفيد النهائي منها، يجب علينا رفع مستوى ثقافتنا بالجودة مما يسهم في فتح باب المنافسة النزيهة والشفافة والعادلة لجميع المنتجات والخدمات المحلية مما يعود علينا بالنفع الكبير .
صعوبات
وأشار إلى أن من أهم الصعوبات التي تواجه نشر ثقافة الجودة لكلا الطرفين: الأول المنتج ( الصناعي والتاجر والمستورد) والطرف الثاني المستهلك، إذ أن عامل الربح والربح السريع هو من أهم عناوين معظم من هم بالطرف الأول وأن العامل الاقتصاد في التضخم وارتفاع الأسعار واستنزاف العائد الشهري للمستهلك في الكم على حساب الجودة أدى هذا إلى التخلي عن معظم السلع والمواد.
وهذا أدى إلى تشجع الطرف الأول على توفير سلع ومنتجات ذات جودة متدنية وأحيانا معدومة على حساب ارتفاع الأرباح لزيادة الطلب عليها ، كما أن من أهم الصعوبات التي يعاني منها السوق لرفع جودة المنتجات والخدمات قد يحتاج لاستقرار اقتصادي بعيداً عن التضخم والضاربة.
الحرب والحلول
وعن الحلول، قال المهندس شرف: “نقترح بإيجاد قوانين وأليات تمنع دخول المنتجات المتدنية وتوقف الخدمات والصناعات المحلية ذات الجودة المتدنية من خلال هيئة المواصفات والمقاييس وهي الجهة الوحيد المخولة للتعامل مع معايير الجودة والحفاظ على الاقتصاد الوطني والفردي من الهدر في منتجات سيئة لا تدوم ومكلفة جداً وباهظة،
ومن الممكن أن تكون خطرة على الصحة والحياة في بعض المنتجات (الأدوية- الأغذية – قطع السيارات…..)، وبالمحصلة فإن تكلفتها أغلى من المنتجات ذات الجودة العالية ربما في الصيانة أو عدم تلبية الغرض منها أو إعادة شراء المواد أو الخدمات بتكلفه مضاعفة، وهنا نجد دول كثيرة تنبهت لهذه المشكلة وباتت كل فترة تقوم بجمع هذه المنتجات المقلدة والرديئة للتخفيف من أعباء الهدر في الأموال العامة والخاصة”.
يشار إلى أن المواصفة تعتبر العنصر الرئيسي ضمن الأنشطة المتعلقة ببناء الجودة والمسماة اليوم (MSTQ)، أي المترولوجيا والمواصفة والاختبار والجودة، وتهدف الجودة بشكل رئيسي لإرضاء الزبون سواء كان داخل المؤسسة أو خارجها، ويتم حشد كل الجهود في المؤسسة لتحقيق هذا الهدف.
هاشتاغ سيريا