لم نلحظ أي أثر لمحصول القطن في حديث وزير الزراعة “الأخير” عن الخطة الزراعية لعام 2016-2017 مكتفياً بذكر القمح والشعير والشوندر السكري والتبغ والرئيسية منها كالبطاطا مؤكداً ضرورة التوسع بزيادة مساحة محصول القمح لتأمين احتياجاتنا المحلية.
إلى ذلك رمى المزارعون محصول القطن من ذاكرتهم ومن حساباتهم الزراعية ولم يعد له وجود في قواميسهم الإنتاجية ولو بحجم مرقد عنزة في سهول الغاب، وهو المحصول المدلّل لديهم أيام العز في الثمانينات وحتى أواخر التسعينات، إلا أن رياح ارتفاع أسعار المحروقات جرت بما لا تشتهي سفن المزارعين.
لماذا؟
يجيب مدير عام هيئة تطوير الغاب المهندس غازي العزي بالقول: إن ارتفاع تكاليف المحصول بات كبيراً لا طاقة للمزارعين به، بدءاً من عمر المحصول الذي يمتد لحوالى سبعة أشهر وهذا يحتاج لأكثر من عشر ريات في المنطقة الوسطى هنا في سهل الغاب، هذا إن كانت درجات الحرارة معتدلة ومقبولة وهذا من الناحية المادية مكلف جراء استخدام مادة المازوت، يتبعها أجور القطاف العالية جداً حيث يصل سعر قطاف الكيلو إلى أكثر من عشر ليرات، يليها أجور النقل والأسمدة فضلاً عن غياب الواردات المائية الكافية في أقنية الري والسدود خلال السنوات المنصرمة والحالية.
مشيراً إلى أن محصولي القطن والشوندر كانا من أحبّ المحاصيل لقلوب المزارعين قبل الأزمة، لكن الظروف الراهنة عصفت بكل شيء لجهة ارتفاع تكاليف الإنتاج ما وسّع الفجوة بين المزارعين والزراعات.
موضحاً بحسب ما نشرته صحيفة "البعث" أن سهل الغاب كان ينتج من القطن 65 ألف طن ومثلها من الشوندر، حيث بلغ إنتاجه قبل الأزمة 578 ألف طن أي نحو 35 بالمائة من إجمالي إنتاج سورية، وقد تراجع العام الحالي إلى 7000 طن، فتصوروا هذا التراجع أملاً بعودة الروح لهذا المحصول أي الشوندر مع إعلان التسعيرة الجديدة التي نأمل أن تلبي تطلعات المزارعين وتحفزهم لمزيد من الزراعات.
إلى ذلك ناقشت اللجنة الزراعية في حماة قبل يومين عملية التحضيرات للخطة الزراعية للموسم القادم.
وأكد الحضور أن عملية الأجرام التي اتّبعت من قبل مؤسسة الحبوب جعلت المزارعين يبيعون محصولهم للتجار دون المؤسسة، فضلاً عن تدني السعر التسويقي لمحصولي القمح والشعير، مؤكدين ضرورة تأمين مستلزمات الموسم الزراعي في وقت مبكر لإنجاح تنفيذ الخطة وخاصة الأسمدة والبذار المحسن فعلاً لا قولاً.
وأبدى المجتمعون تخوّفهم من غياب مادة المازوت التي تعيق حراثة الأرض وسقاية المحاصيل ما قد يعرّض الإنتاج والمنتجين لمزيد من الانتكاسات.
وأشار رئيس رابطة الغاب حافظ إبراهيم إلى أن قلة المحروقات بل غيابها سيحدّ من التوسع بالمساحات المزروعة، متسائلاً: لماذا تمّ تخفيض مخصصات المحافظة من المشتقات النفطية ما سيكون له من منعكس سلبي كبير، آملين تداركه.