أوضحت الاخصائية الاجتماعية "إيمان الأحمد" أنه لا يمكننا حصر موضوع الإقبال على إجراءعمليات التجميل في سورية بفئة عمرية واحدة، فقد فرضت الحرب القائمة ظروفاً دفعت بالعديد من النساء إلى التمرد على الواقع المرير وحب الحياة، اللذين ازدادا في زمن الحرب، وأخذا مظاهر عديدة منها عمليات التجميل أو التزين والتصرف كأن الحياة طبيعية.
مصادر خاصة في وزارة الصحة أن عدد المراكز التجميلية المرخصة سواء كانت مختصة أو تحتوي عيادات مختصة في سورية لا تتجاوز السبعة مراكز فقط. وتضيف المصادر أن الوزارة تتابع المراكز غير المرخصة في حال تلقي شكاوى عن تلك المراكز. فيما قال أمين سر نقابة أطباء سورية أصف الشاهر لـ"صاحبة الجلالة" أن النقابة تتلقى سنويا عشرات الشكاوى ضد عدد من الأطباء، الذين يرتكبون أخطاء في مجال التجميل والنقابة تتخذ إجراءات صارمة اتجاه الأطباء المقصرين. ويتابع: لكن النقابة لا تملك حق الرقابة على تلك المراكز، إذ أن الرقابة من مهام وصلاحيات وزارة الصحة.
تداوم سمر على زيارة مركز مختص بالتجميل في منطقة جرمانا لتعيد رسم حواجبها بالوشم كل ثلاثة أشهر، كما أنها أجرت عملية شد للصدر، فالمركز يمنح أسعاراً خاصة لزبائنه الدائمين. تقول سمر التي تبلغ الخامسة والثلاثين من عمرها: إن تكبير الشفاه وشد الوجه والصدر وغيرها من العمليات التجميلية لم تعد أمراً مستغرباً، فالسيدة أو الفتاة كانت فيما مضى تسافر إلى لبنان كي تجري عملية شد أو نفخ، وتغيب مدة عن العيون ريثما تختفي أثار العملية التجميلية. أما اليوم فقد بتن يتنافسن بالذهاب الى الأطباء، واجراء العمليات كي لا يهرب أزواجهن الى الفتيات، اللواتي بتن يبحثن عن عريس حتى ولو كان لديه زوجة وعائلة.
وهناك دوافع أخرى لدى النساء خلقتها ظروف الحرب أيضا، ويتمثل بعضها في توجه الرجال المتزوجين إلى الارتباط بالفتيات الصغيرات بالسن، مما خلق تنافس بين النساء جعل البعض منهن يبحثن عن تغيير للشكل مهما كان الثمن، والبعض منهن قمن بتغيير جذري، فقد نجد سيدات تخلين عن الحجاب، والاتجاه نحو مظهر لم يكن عليه قبل الحرب أو حتى المبالغة في استخدام المكياج والملابس المبهرجة والإكسسوار من أجل لفت نظر شركائهن إليهن.
بوتكس للشفاه، بوتكس للخدود، وينتقل البوتكس اليوم الى المعدة. رغبت محررة المادة العملية خوض تلك التجربة والغوص في تفاصيلها، فتوجهت إلى أحد المراكز التخصصية وسط العاصمة دمشق، والذي خصص خط هاتف مباشر وساخن للإجابة عن أي استفسار، فعند اتصالك ستجيبك سيدة بصوت ناعم وتطلب منك بتهذيب شديد القدوم إلى المركز، فالمعاينة مجانية. عند مدخل المركز تجد قاعة استقبال واسعة ونظيفة ترشدك فتيات الاستقبال إلى غرفة المعاينة.
من يقوم بالمعاينة اخصائي تغذية هكذا يعرف بنفسه، وبعد قياسه للوزن والطول والعمر، يقول إنه لا حل سوى البوتكس(علماً أن وزني لا يتجاوز الثمانين كيلو غرام وهو يزيد بفارق بسيط عن الوزن المثالي قياساً للطول، أي يمكن إنزال الوزن الزائد بحمية غذائية وعدد من التمارين الرياضية). يشرح المختص مجريات العملية: سيقوم المختص بحقن مادة البوتكس في جدران المعدة كي تنتفخ المعدة وتمتلئ وتعطي شعور بالشبع والامتلاء، وهذا سيكون كفيلاً بفقدك عشرة كيلو غرامات خلال أسبوع.
وعن مخاطر البوتكس يؤكد من يطلق على نفسه مختص تغذية أن البوتكس آمن ولا يحوي أية مخاطر. وحتى لو حصل تسريب، فإن الجسم سيتخلص من البوتكس بسهولة. أما عن تكلفة عملية حقن البوتكس ففي هذا المركز تصل الى أربعمائة ألف ليرة سورية فقط لا غير. وفي جولة بين بعض المراكز والمشافي، التي تجري عمليات يطلق عليها العامة تصغير معدة، وجدنا أن عملية قص المعدة قد تصل كلفتها إلى المليون ليرة، لكن عملية طي المعدة كلفتها نحو 250 ألف ليرة سورية، وعملية البالون تقريبا بالتكلفة نفسها.
من جانبه، يؤكد أستاذ الجراحة العامة بجامعة دمشق ومشفى المواساة الجامعي سامر ساره أن هناك بعض الجراحين يقومون بإجراء العمليات الخاصة بالبدانة لمرضى ليسوا بحاجة الى مثل هذه العمليات، مرضى لديهم وزن زائد لكن ليس لديهم بدانة مرضية، أي أنه على الطبيب انتقاء المرضى الذين يحتاجون الى مثل هذه العمليات بدقة، أما المرضى الذين يعانون من وزن زائد لا يرقى لدرجة الحاجة للجراحة، فينصح بخضوعهم لنظام غذائي مناسب أو للتمارين الرياضية للتخلص من الوزن الزائد. إذ أن هناك احتمال حدوث اختلاطات قد تكون خطيرة على حياة المريض، على الرغم من أن هذه الإمكانية منخفضة ولا تتجاوز الواحد بالمئة.
ترفع غالية الحجاب حتى يغطي كامل ذقنها، وتتفقد حجابها كل عشر دقائق كي لا يزيح الحجاب ويكشف الندوب التي تغطي ذقنها. غالية كانت تعاني من نمو أشعار كثيفة لذلك توجهت الى طبيب جلدية نصحها بالعلاج، لكن غالية وجدت التكلفة مرتفعة، لذلك فضلت التوجه الى احد المراكز التي تعد الفتيات بالجمال بسعر أقل وألم أقل. تقول غالية: عندما توجهت الى المركز، قامت فتاة بفحص وجهي، وقالت إني احتاج إلى أكثر من جلسة، وكانت تكلفة الجلسة الواحدة 4000 ليرة على مدة ثلاثة جلسات، الجلسة الأولى كانت عبارة عن علاج بالأشعة مرت بسلام مع احمرار انطفئ بعد يومين على الجلسة، ولكن عندما عدت في المرة التالية وجدت أن الفتاة، التي أجرت لي الجلسة الأولى، سافرت بعقد عمل الى الامارات العربية، وعندما بدأت الفتاة شعرت بوخز ثم أحسست بحرارة، ولكن الفتاة كانت تأمرني بالصبر الى أن لم يعد بإمكاني تحمل الألم. أثار الحروق كانت واضحة حاولت مديرة الصالة وضع الكريمات وتهدئتي، لكن في اليوم التالي الأمر كان قد ازداد سوءاً والحرق كان واضحاً. لم تنجح العلاجات التي قمت بها لإخفاء الندب التي تركها الحرق نتيجة عدم خبرة الفتاة باستخدام الليزر. مضيفة المركز قام بتعويضي بمبلغ خمسين ألف ليرة سورية، كي لا أرفع شكوى عليهم. تكاليف علاجي فاقت السبعين ألف ولم يعد وجهي كما كان من قبل.
المصدر: صاحبة الجلالة