الشتاء على الأبواب، وهناك مثل قاله المواطن السوري خلال الشتاء الماضي، وهو “الشتاء قارص وبرميل المازوت خالص”، ونعتقد دون أدنى شك أن هذا المثل سيعاد تكراره خلال هذا الشتاء أيضا، فمع ضعف الدخل الذي بات لا يغطي تكاليف المعيشة من طعام وشراب ولباس وأطباء، فهل ستكون الأسرة السورية قادرة على تحمل أعباء نفقات التدفئة هذا الشتاء…توزيع المازوت بدأ في مختلف المحافظات بمعدل 400 ليتر لكل عائلة أي سعرها نحو 80 ألف ليرة.. أي يشكل أكثر من ضعفي راتب موظف من الفئة الأولى، حيث يباع الليتر حاليا ما بين 190 ليرة إلى 200 ليرة، بشكل نظامي، في حين يباع بـ250 ليرة بالسوق السوداء، وهو سعر قابل للزيادة مع اشتداد المنخفضات التي قد تتعرض لها سورية لاحقا.
وهنا لا بد من أن نشير إلى أنه خلال الشتاء الماضي بلغ عدد المواطنين الذين امتنعوا عن شراء مازوت في دمشق فقط 5737 مواطناً مكتتباً بعضهم يكون هاتفه خارج التغطية أو غير موجود في المنزل وآخرون لا يملكون ثمن المازوت والبعض منهم مسافر، وفي عام 2014 بلغ فقد أوضحت إحصائيات فرع محروقات دمشق أن 15% من مجموع الطلبات المسجلة على المازوت لم يستلمها المواطنون لعدم قدرتهم على دفع ثمنها، أيضا وفي إحصائية لنقابة عمال النفط والثروة المعدنية بدمشق، خلال 2014، أن عدد الطلبات المسجلة بمركز برزة بلغت 39 ألفاً، نُفّذ منها أكثر من 22 ألف طلب، وامتنع نحو 6 آلاف مواطن عن الاستلام، أما عدد الطلبات المسجلة في مركز غرب الميدان بلغت 10400 طلب نُفّذ منها ثمانية آلاف طلب وامتنع نحو ألف مواطن عن الاستلام…طبعا كان سعر المازوت أرخص، بمعنى أخر الامتناع عن تعبئة المازوت لدى المواطنين سيرتفع خلال هذا الشتاء، والمواطن سيبدأ بالبحث عن البدائل الأقل سعرها.
وفي تعليق له على هذا الأمر، بين نائب رئيس "جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها" الدكتور "جمال السطل"، أنه لا بد من البداية التذكير بأن معظم المستهلكين باتوا يئنون تحت وطأةالأسعار غير المحتملة ومنها سعر المازوت، فدخل المستهلك الوسطي لايتجاوز في أحسن الأحوال 30 ألف ليرة، فكيف له أن يغطي نفقات المأكل والملبس وإيجار المسكن.
وأضاف السطل: “في الشتاء المقبل كما في الشتاء الذي سبقه لن تكفيه 200 ليتر من المازوت، حتى وإن استطاع تأمينها فمن أين له ثمنها، والتي يصل إلى40 ألفليرة، وهو يبحث عن ما يكفيه هو وعائلته عن ثمن المأكل، إنه سيلجأ للتدفئة بالبطانيات وربما يبيع حصته من المازوت ليستفيد من ثمنها”.
ولفت إلى أن الأسرة إن كانت تعتمد على معيل واحد فقط، فمن المستحيل أن تتمكن من التدفئة على المازوت، أما إذا كان هناك آخرون من الأسرة في سوق العمل فيمكن عندها الحصول على دفء المازوت، ولو بفترة قصيرة من الشتاء أو في تلك الأيام ذات البرد القارص، مؤكدا:”ما دام الدخل على حاله فلا نتوقع الدفء للمستهلك”.
المصدر: هاشتاغ سيريا