هل هو أمر عادي أن يكون لدى دولة عربية أكبر مطار دولي في العالم؟ لو طرحت هذا السؤال قبل عقد أو عقدين من الزمن على أكبر المتفائلين لقال لك إن هذا الأمر مستحيل، ولو كان السؤال تحديداً عن دولة الإمارات لكان المستحيل مضاعفاً .
الإمارات ستمتلك في غضون عامين من الآن أكبر مطارات العالم لنقل المسافرين الدوليين، عندما يبدأ تشغيل المبنى الجديد المخصص لطيران الإمارات في مطار دبي الدولي، فهذا المبنى الذي يستوعب جزءاً من أسطول طائراتها العملاقة من طراز ،380 والذي يجري تشييده الآن بتكلفة 12 مليار درهم بطاقة 19 مليون مسافر سيرفع طاقة مطار دبي الإجمالية إلى أكثر من 75 مليون مسافر، وعند انتهاء بقية التوسعات والتي تكلف 29 مليار درهم في غضون العامين فإن المطار سيكون قادراً على التعامل مع 90 مليون مسافر قبل نهاية العقد الحالي .
هل الأرقام المذكورة حقيقية أو يمكن أن تحققها دبي؟ الجواب نعم، وقد تكون الأرقام أكبر من ذلك، إذا ما استمرت معدلات النمو على ما هي عليه في السنوات الماضية . فعلى الرغم من تأثر حركة السفر العالمية بالأزمة الاقتصادية العالمية، استطاع مطار دبي أن ينمو بنسبة 9 في المئة عام 2009 و15 في المئة عام 2010 و8 في المئة في 2011 و16 في المئة في الربع الأول من هذا العام .
أما المطار الأقرب إليه من حيث الحجم وهو مطار “هيثرو” الذي يعتبر الأكثر ازحاماً بالمسافرين الدوليين على مستوى العالم، فلنقرأ أداءه: في العام 2009 تراجع عدد الركاب الدوليين الذين استخدموه بنسبة 5 .1 في المئة، وفي العام 2010 كانت نسبة التراجع اثنين في الألف، وفي العام 2011 عاد إلى النمو بنسبة 4 .5 في المئة ، وفي الربع الأول من هذا العام نما بنسبة 4 .4 في المئة .
نعم سيكون لدينا في المنطقة العربية أكبر مطار دولي في العالم، وسيكون موقعه في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديداً في إمارة دبي، والموعد لن يكون بعيداً بحلول العام 2015 .
الأمر لا يتعلق بالمال فدول عالمية عدة لديها أموال تفوق ما تمتلكه الإمارات عدة أضعاف، والأمر لا يتعلق أيضاً بالجغرافيا، فدول عدة في الشرق الأوسط لديها الموقع الجغرافي المماثل، ولا يتعلق أيضاً بالكثافة السكانية، إنه يتعلق بالإرادة وبتحقيق صناعة من شأنها أن تشكل قطاراً لنمو وتوسع عشرات القطاعات الاقتصادية الفرعية .
نموذج دبي في الطيران المدني يجب أن يعمم عربياً، فهذا القطاع أصبح يوفر 250 ألف وظيفة، وأكثر من 80 مليار درهم سنوياً، وبات يسهم ب 28 في المئة من إجمالي الناتج المحلي، إنه قطاع متفوق ومتكامل بامتياز . إنه صناعة إماراتية، يؤمل تقليدها عربياً .