بين "هاني العلي" عضو الجمعية العلمية السورية للجودة" أن نظام إدارة الجودة المطبق حالياً في سورية يستخدم من باب “البريستيج” إلا أنه أكد تطبيقه من قبل أغلب الشركات لأنها لا تستطيع التصدير لخارج البلد دون الحصول على أنظمة إدارة الجودة، إضافة لمن يستخدمه للحصول على فوائد محلية من حيث تخفيض التكاليف وزيادة رضا الزبون.
مشيراً إلى أن تطبيق نظام إدارة الجودة كان موجوداً قبل الأزمة في500 منشأة لكن العدد تراجع خلال الظروف الراهنة إلى الـ 100 ليعود وينتعش مؤخراً، إذ يتجه مشفى الباسل الجراحي نحو هذا المنحى في وقت كانت جامعة حماة سباقة لتطبيقه إدارياً فقط وليس من النواحي العلمية.
ويركز عضو الجمعية على أهمية تطبيق نظام إدارة الجودة في المؤسسات التعليمية والتربوية معتبراً أنه من غير المعقول ألا يتواجد في جامعة دمشق توصيف مقررات ومفردات أسوةً بجامعات العالم، مشدداً على أن مشكلة هجرة العقول ومعيدي الجامعات كان من الممكن تلافيها لو تواجدت تطبيقات إدارة الجودة واعتمادية منهجية في الكليات، ناهيك عن تلافي مشكلة عدم وصول الكتب المدرسية بالكامل لكل الطلاب نتيجة غياب تخطيط وإحصاء أعدادهم التي كان من الممكن تحقيقها عبر إدارة الجودة، مبيّناً أن تطبيق نظام الجودة في التعليم يمكن أن يحقق فوائد كبيرة، منها إدارة العمل وفق منهجية علمية عبر التخطيط والتنفيذ والمراقبة والتصحيح، وأعتقد- والحديث لعلي- أن أغلب الجامعات ليس لديها مرجعية أو اعتمادية علمية واعتبرها مشكلة بحد ذاتها، مع ضرورة سعي الجامعات للحصول على اعتمادية دولية.
وبيّن العلي أن الجمعية تسعى بشكل مستمر للتدريب على أنظمة الإدارة بشكل عام وتحديداً الجودة التي تطبق على مستوى عالمي، إضافة إلى التدريب على إدارة أمن المعلومات الذي يهتم بسرية معلومات الشركات كالبنوك والمشافي وتخفف من مخاطر السرقة وإفشاء أسرار المرضى، ونظام إدارة الصحة والسلامة المهنية وإدارة البيئة وسلامة الغذاء وإدارة الطاقة، ومن المبادئ الجديدة التي أدخلت مبدأ التفكير المبني على المخاطر، ورغم أن هذه المواصفات ليست إلزامية وقد أكد العلي أنه في حال تطبيق إحداها تتحقق الثقة للمالك والزبون وتسهل العمل وتخفف من العشوائية، وأمل العلي أن يكون أساس مرحلة إعادة الإعمار التأسيس لبنية تحتية للجودة تحقق الرقابة على الأسواق تتوفر فيها شهادات المطابقة ونظام الاعتماد والميترولوجيا والمواصفات، في وقت دعا فيه لإدراج أنظمة الإدارة في المناهج التربوية بشكل متسلسل بغية الوصول إلى مجتمع آمن وناجح.