خاص B2B-SY
كشفت دراسة أعدها الباحث الاقتصادي " إيهاب إسمندر" حول التجارة الخارجية السورية ما بين عامي 2005 و 2015، والتي أظهرت تراجع الميزان التجاري في سورية من 14.2 إلى 5.5 مليار ليرة بنسبة إنخفاض 9.1% خلال 10 أعوام.
ووفقا للدراسة التي حصل موقع "بزنس2بزنس سورية" على نسخة منها، فقد أظهرت إنخفاض حاد في الصادرات السورية من 6.4 مليار ليرة إلى 651 مليون ليرة بنسبة تراجع 20.5% خلال 10 سنوات، كما وسجل مستودرات سورية هبوطاً بنسبة 27% لتبلغ نحو 43.5 مليار ليرة خلال 5 أعوام.
و أوضح الباحث الاقتصادي " إيهاب إسمندر" ان التجارة الخارجية لسورية شهدت ميلاً متزايداً نحو مزيد نحو التحرير منذ العام 2005، حيث بدأ في ذلك العام تطبيق اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى (Greater Arab Free Trade Area).
وفي العام 2007 دخلت اتفاقية التجارة الحرة مع تركية حيز التنفيذ، وتم في العام 2009 توقيع اتفاقية تجارة حرة تفضيلية مع إيران (طورت فيما بعد إلى اتفاقية تجارة حرة في عام 2012)، كما حصل توقيع بالأحرف الأولى على اتفاقية الشراكة السورية الأوربية في عام 2008 لكن لم يتم التصديق النهائي عليها.
كانت العديد من اتفاقيات تحرير التجارة مخططة (دول الاتحاد الجمركي، دول الميركوسور) لكن لم تتم غالباً بسبب دخول سورية في أزمتها.
وأشار " إسمندر" وفقا للجدول قيم حدي التبادل التجاري لسورية في الفترة 2005- 2015 ( لمشاهدة الصورة بشكل أوضح و حفظها يرجى الضغط هنا او على الصورة مباشرة
الجدول (2): التجارة الخارجية السورية 2005- 2015
و لخص " إسمندر" وفقا لما إطلع عليه موقع "B2B-SY" أن الفترة بين عامي 2005-2010 اتصفت بتطور كبير للصادرات السورية من الناحية الكمية، بلغ بشكل سنوي 12%، ووصلت الصادرات السورية في العام 2008 إلى رقم قياسي حيث تجاوزت 14 مليار دولار.
و يلاحظ أنه في العام 2009 شهدت الصادرات السورية تراجعاً بسبب تأثير الأزمة المالية العالمية على جانب الطلب في أهم الشركاء التجاريين لسورية.
أما في الفترة الثانية ما بين عامي 2011-2015 تغير الوضع بصورة كلية، حيث شهدت الصادرات السورية تراجعاً مستمراً في مختلف أعوام السلسلة بسبب ظروف الأزمة التي تشهدها سورية، التي أدت إلى تراجع الإنتاج المخصص للتصدير.
إسمندر أوضح ان التقلص الأكبر للصادرات السورية حصل في العام 2012 حيث سجلت نمواً سلبياً بأكثر من 72% عن عام 2011، أما في الفترة 2011-2015 فكان تراجع الصادرات السورية (-47%) بشكل سنوي وسطي.
أما ما بين عامي 2005- و 2015 يعتبر نمو الصادرات السورية سلبياً (-20.5%) وهذا يضع حجم الصادرات السورية بحالة خطر بعد تطورها لسنوات قبل الأزمة.
وبين " إسمندر" أنه في الفترة الأولى (2005-2010) وبسبب التحسن العام في الظروف الاقتصادية لسورية، زادت المستوردات لتلبية جانب مهم من الطلب على سلع التجهيز والسلع الرأسمالية لزوم النمو في الحركة الاستثمارية، وزيادة الطلب على السلع الاستهلاكية المترافق مع النمو الاقتصادي.
فيما شهدت المستوردات السورية تراجعاً في عام 2009 بسبب الأزمة المالية العالمية، وما سببته من تراجع الطلب على السلع الكمالية وسلع التجهيز، بينما بلغ نمو المستوردات السورية للفترة 2005-2010 حوالي 18% وهو معبر عن طبيعة الحالة الاقتصادية في ذلك الوقت.
ترخي الأزمة السورية ظلالها بقوة على المستوردات في الفترة الثانية 2011- 2015، حيث تتراجع بشكل مستمر وكان أكبر تراجع في العام 2012 (حوالي -54%).
وبالتالي بلغ التراجع في الفترة الثانية بشكل سنوي وسطي حوالي (-27%) وهذا التراجع السنوي الكبير بدوره يعبر عن الحالة التي بها سورية خلال الأزمة.
أما عن كامل السلسلة ما بين عامي 2005 و 2015 فتتراجع المستوردات السورية بحوالي (-5%) تقريباً، وهذا ينسجم مع التآكل في حجم الاقتصاد السوري خلال الفترة المدروسة، فيما بلغ إجمالي مستودرات سورية خلال الفترة الثانية من العام 2011-2015 نحو 43.5 مليار ليرة بنسبة تراجع-27%
من الظاهر في الجدول السابق أن حجم المستوردات السورية في عام 2015 يبلغ 27% فقط من حجمها في عام 2010.
و ختتم " إسمندر" أن الميزان التجاري السوري لكلا الفترتين كان سلبياً، وكانت فجوة الموارد في قيمتها العظمى خلال العام 2011 (أكثر من 9 مليار دولار)، بسبب تراجع الصادرات بشكل أكبر بكثير من تراجع المستوردات خلال ذلك العام (أول أعوام الأزمة السورية).
إذ بلغت التجارة الكلية لسورية أعلى حدودها في عام 2008 حيث تجاوزت 32 مليار دولار، بينما تبلغ في عام 2015 ما يقارب 5.5 مليار دولار فقط.
أما أعلى معدل نمو للتجارة الكلية السورية كان في عام 2006 (أكثر من 57%) بينما كان أكبر انخفاض لها في عام 2012 حوالي -60%، حيث كانت تنمو التجارة الكلية السورية 15% سنوياً في الفترة الأولى (2005-2010) بينما كان نموها سلبياً بشكل سنوي وسطي في الفترة الثانية (حوالي -32%).
و في كامل السلسلة (2005- 2010) وبشكل سنوي وسطي، تتراجع التجارة الكلية السورية (-9.1%).
الشكل (2): التجارة الخارجية السورية 2005-2015