تتبارى مراكز الدراسات في تصوير خسائر الحرب في سوريا بالأرقام العالیة، وفي الحقیقة؛ لا يمكن معرفة أو تقدير ھذه الخسائر ولو بشكل تقريبي، بما في ذلك الخسائر البشرية.
حقائق عن سوريا حاليا :
دمار في البنى التحتیة وفي قطاعات الصناعة والزراعة والسیاحة والتعلیم والصحة، وتعتبر حلب بعد ست سنوات من الحرب، لا توجد أرقام موثوقة بحجم الخسارة البشرية أو الاقتصادية، لكن المؤكد، نتیجة التدمیر أو سرقة المعامل من قبل تركیا، وھروب رؤوس الأموال. لكن إذا نظرنا لنتائج الأبحاث في دول الخلیج والأردن ولبنان والولايات المتحدة، والتي تتحد ُث عن تكلفة الحرب، بما في ذلك ما صدر عن البنك الدولي والأمم المتحدة، فقد ذكروا وبعبارة ”إذا كنا متفائلین“، رقم 700 ملیار دولار إن انتھت الحرب 2016
ھذا الرقم صحیح لو حدثت الحرب والدمار في دول متطورة وشملت مراكز فضاء ومعامل طیران وسیارات ومحطات مترو، أ ّما أن نقول أ ّن خسائر سوريا ھي 700 ملیار دولار فھذا رقم ُو ِضع للإحباط فقط.
2010، حیث كانت المیزانیة 16،55 ملیار دولار، وكان التمويل المحلي 98% من المیزانیة، بینما بلغت حسب مركز فیريل للدراسات؛60 ملیار دولار في المیزانیة.
ميزانية شركة فولكسفاغن السنوية لعام 2015 ھي 215 ملیار دولار، أي 25 ضعف میزانیة سوريا، فعن أي أرقام يتحدثون! متطلبات الشعب السوري بسیطة، والذي صمد ست سنوات بدون كھرباء وماء وتحت قذائف الھاون والخطف وغلاء الأسعار، سیخرج من ھذه المحنة بأبسط مما يتوقعون.
أكثر المدن تضرراً
أكثر المدن تضرراً ھي حلب وحمص، وإعادة إعمارھا تحتاج إلى 4 ملیار دولار للمدينة الواحدة، وفق نظام تخطیط المدن الحديثة. وبحساب بسیط نرى أ ّن إعادة إعمار كافة المدن والقرى المتضررة 7,7 مليار دولار
بالنتیجة خسائر الحرب على سوريا ھي 120 ملیار دولار و لیس 700 ملیار دولار كما ير ّوج له الصندوق الدولي، وھو رغم ذلك مبلغ كبیر
وسوريا بحاجة من 900 إلى ملیون و200 ألف يد عاملة لإعادة الإعمار، وھذا يعني التخلص من البطالة بشكل كامل للسنوات العشر القادمة.
وكي لا نوصف بفرط التفاؤل، يجب أن نعلم أ ّن المرحلة القادمة قد تشھد ارتفاعاً
العقارات وغلاء المعیشة، رغم التوقعات بھبوط سعر الدولار. وزيادة بل مضاعفة الرواتب أمر لا مفر منه.
نظرة سريعة على ألمانیا 1945:
7,5 ملیون إنسان، وضعفھم جرحى ومشوھي حرب، وتدمیر كافة البنى التحتیة والمدن والمنشآت والمطارات والموانئ ، وقُسمت إلى جزأين؛ شرقي وغربي…
عام 1947، أي بعد سنتین على نھاية الحرب وبدء إعادة الإعمار وتطبیق خطة مارشال، والتعامل بالمارك بدلاً من عملة الاحتلال، بدأ الانتعاش الاقتصادي في ألمانیا، خاصة في الجزء الغربي الذي سیطرت علیه واشنطن، بقروض ومساعدات بلغت 13 ملیار دولار على مدى خمس سنوات، أي ما يعادل 130 ملیار حالیاً بعد عشر سنوات، أي عام 1955 كانت البطالة في ألمانیا قريبة من الصفر، واحتاجت لاستیراد الید العاملة، وأقلعت الماكینة الألمانیة الجبارة.
إعادة إعمار سوريا
إذا عدنا للمقارنة؛ نجد أ ّن ألمانیا خسرت عشرات الأضعاف مما خسرته سوريا بشرياً اقتصادياً وسیاسیاً
يريدون زيادة مأساتنا، فبحسب مركز فیريل: ”الاقتصاد وھم كبیر، والبورصة كذبة خیالیة.“. إشاعة واحدة تكفي لانھیار الأسھم وخسارة الملیارات وكله أمر غیر محسوس، فأين ھي بورصة دمشق التي انھارت؟
الذي يريد ُه المواطن السوري ھو: كھرباء، ماء، أسعار مقبولة، وأمان، وھذا واجب الدولة ولیس فضٌل منھا.
نكرر من واجب الحكومة السورية تأمين كافة مستلزمات الحياة للمواطن السوري ضمن الشروط التالیة:
1- محاربة الفساد بكافة أشكاله، والتخلص من المظاھر المسلحة المؤيدة والمعادية للدولة، ومحاسبة المسؤولین الفاسدين وأثرياء الحروب وما أكثرھم، ومحاسبة الأثرياء الذين فّروا بأموالھم إلى تركیا ومصر، إن قرروا العودة، لأن ”سوريا لیس ْ فندقاً .
2- وضع خطة اقتصادية مدروسة، والاستفادة من خبرات الیابان وألمانیا في إعادة الإعمار على أسس خاصة صحیحة غیر عشوائیة، والبدء بالأساسیات: البنى التحتیة، الماء، الصرف الصحي، الكھرباء، المدارس، المواصلات ومنع البناء العشوائي، ومراقبة البلديات.
3- الأولوية في إعادة الإعمار للسوريین أولاًلرجال الأعمال والمستثمرين السوريین وكل من وقف لمساعدة سوريا مالياً.
4- الأولوية في الید العاملة وأصحاب الخبرة لذوي الشھداء، ولمن وقف منذ البداية مع الدولة.
5- عدم الانتقام ممن وقف في صفوف المعارضة غیر المسلحة من ناحیة التوظیف أو الید العاملة.
6- يُقّدر مركز فیريل أن 30% من السوريین المقیمین في كافة دول العالم، والذين خرجوا بسبب الحرب، سیعودون في السنة الأولى إلى سوريا، وقد تحدث طفرة في العودة، بسبب وجود فرص عمل كثیرة
7- استثمار الثروات الباطنیة المكتشفة، والتصريح الإعلامي بھا وبالعقود المبرمة.
8- وزارة الإعلام، بحاجة لھّزة أرضیة.
9- وضع نظام ضريبي ملزم لأصحاب الدخل العالي، ويكفي أن نعرف أ ّن التجار السوريین الذين فروا من سوريا بسبب الحرب، وافتتحوا معامل في مكان إقامتھم الجديد، يفتخرون بأنھم كانوا يتھربون من دفع الضرائب للدولة السورية، بینما يدفعون ”بالشبشب“ الضرائب الآن لتركیا وأوروبا.
المصدر: موقع أخبار سوريا و العالم