أصيب القطاع الزراعي لهذا العام وخاصة الشتوي بخيبة أمل كبيرة جراء غياب الأسمدة، ما سيخلّف وراءه تراجعاً كبيراً بالإنتاج والمردود في الناتج المحلي، ومع ذلك تتغنّى "وزارة الزراعة" بما يشكله القطاع الزراعي في الناتج المحلي لقطاع كان ولا يزال منذ ربع قرن هو الرافعة الاقتصادية، ولتعد وزارة الزراعة إلى السجلات الماضية منذ مطلع التسعينات يوم كان إنتاجنا من القمح يصل إلى أربعة ملايين و650 ألف طن من القطن ومليون و200 ألف طن من الشوندر، وإذا به من القمح العام المنصرم لم يتعدَ الـ 438 ألف طن؟!.
لعلّ كل من يحضر الاجتماعات الخدمية، وحتى المؤتمرات النقابية والحزبية، يلاحظ كيف تنصبّ المطالب على ضرورة تأمين الأسمدة للمحاصيل الزراعية وخاصة القمح منها، فلا يجوز أن نترك المشكلة تمرّ هكذا باعتبار ما سينتج عن ذلك كبيراً، ولا يجوز أن نغرق في صمت المأتم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وحجم الأحزان التي يعاني منها المزارعون، بل حتى غير المزارعين كون غيابها سيطالنا جميعاً لجهة قلّة إنتاج القمح وغيره من المحاصيل الأخرى، وضروري أن نتذكر تفاصيل ما رافق موسم الزراعة الشتوية من تصريحات، وأننا وفرنا كل مستلزماتها لدرجة التنبؤ بأن الإنتاج من القمح قد يصل إلى أربعة ملايين طن. وعلى وزارة الزراعة والمعنيين الآخرين أن تستعين بيوميات تصريحاتهم الموسمية ويأتوا بسجلاتهم هذا إن كان لديهم هذه السجلات اليومية، ليدركوا أن إستراتيجيتهم لجهة الإنتاج الزراعي لم تكن بالمستوى المطلوب والمأمول!!.
مدير هيئة تطوير الغاب المهندس غازي العزي قال: خسارة كبيرة أن يحرم محصول القمح من الأسمدة، فهذا الأمر سينعكس سلباً على الإنتاج وتراجعه بشكل واضح وصريح، في حين قال عضو مجلس محافظة حماة بهجت حمدان: إن نظرة واحدة لمحصول القمح في سهل الغاب تكفي لترى حجم الضرر والتراجع في شكل ولون القمح، حيث بدا بشكل متقزم ولون أصفر فقد لفحته موجة الصقيع وغمرته المياه وغابت الأسمدة، فكيف تريد وزارة الزراعة أن يكون محصولاً بلا أسمدة؟!.
في حين قال مدير مصرف زراعي: إن دور المصرف ينحصر في توزيع الأسمدة فقط، وعلينا أن نسأل وزارة الزراعة عن باقي الأمور الأخرى، في وقت يرى الفلاحون أن غياب الأسمدة هذا العام سيشكل عقبة كبيرة وغير مسبوقة في تراجع الإنتاج وتدني سوية المنتج منه لجهة الوزن النوعي، ولعلّ بوادر وملامح المحصول الآن تشي بذلك حيث لونه أصفر قليل النمو.
البعث