عندما تصدر قرارات ووعود لم تنفذ , فإن النتيجة الحتمية هو البلاء الذى سقط على رؤوس السوريين منذ سنوات الأزمة، يخرجون من أزمة ونقص بهذه المادة أو السلعة ليدخلوا بأخرى جديدة ,والمضحك فعلا هو التغاضي شبه التام من جانب الحكومة “النائمة ” على “دستة ” أزمات متلاحقة لم تعرف أي مخرج لها ..
لقد آمن المواطن واستسلم نهائيا لمسألة الغلاء الفاحش الذي طال كل السلع ووسائل النقل والدواء “المر ” والمواد التموينية وغيرها فالقائمة تطول .. الأسعار الملتهبة تكوي الوجوه والجيوب، حتى أصبح المواطن الغلبان والطبقة المتوسطة عاجزين عن تلبية وتوفير احتياجاتهم اليومية من المأكل والملبس والدواء والانتقالات..
يشتعل المواطن بالشكوى من حكومة تزيد الأعباء على المواطنين من دون توفير الحماية الاجتماعية لمن يستحق فيهم.. وزادت الحكومة الطين بلة عندما وقفت شبه عاجزة عن تأمين المواد الأساسية للحياة !
طوابير الذل أمام محطات الوقود تكشف حالة فشل الوعود الحكومية بعد مرور أشهر على إطلاقها .. تأكيدات مخدرة فقط من دون حلول لمواطن صبر وصبر كثيرا , والكل مضطر إلى طابور الذل والهوان للحصول على ليتر بنزين أو شبيهه من المازوت السحري أو طوابير أمام الجمعيات للحصول على كيلو “مرار” من السكر أو الرز!
وجاءت شركات الدواء لتلعب لعبتها القذرة وتحتكر أنواعا من الأدوية بحجة عدم زيادة أسعارها كوسيلة ضغط على الصحة المنفردة هي الأخرى بسمفونيات بعيدة كل البعد عن آلام وأوجاع الناس , بدأت المناوشات بين الصحة والشركات الخاصة التي تضغط بكل قوتها تذرعاً بتوقف المصانع عن الإنتاج بسبب الخسائر.. وفي هذه الحالة ستكون الحكومة مجبرة على الاستيراد من الخارج وهذا يفوق تحمل ميزانية الدولة لهذا العبء الجديد.. وأخيراً فقدان الأدوية من الصيدليات وليذهب المريض إلى الجحيم.. !
الحكومة ادعت عدم المساس بأسعار الأدوية والمزمنة منها ولكن هذه الأدوية زادت بنسب عالية ليصبح هناك مرضى كثيرون بأمراض الضغط والسكر والقلب والفشل الكلوي والكبد وغيرها من الأمراض عاجزين عن شراء الدواء.. والكارثة الأكبر تتمثل في عدم مقدرة الناس على تعاطي الدواء لعدم المقدرة المالية على شرائه لتستوي عندهم الحياة والممات.. فماذا يعنى ذلك سوى الموت البطيء بسبب قسوة الحكومة العاجزة عن التصدي لمافيا الدواء؟!
سعر الدواء أصبح للقادرين فقط والمرضى ليس لهم إلا الدعاء على الحكومة التي تنغص عليهم حياتهم بالموافقة على رفع أسعار كل الأدوية الأساسية.. كأن الحكومة ستنحاز للشركات التي كدست الأدوية في المخازن بانتظار رفع سعرها وتعطشت الأسواق لحصد المليارات من “الغلابة”.. في الضغط وابتزاز المواطن المقهور، شركات الدواء تحقق أرباحاً فاحشة وكأنها ستلوي ذراع الحكومة والصحة وتحقق ما تريد برفع الأسعار والإ فلماذا كل هذا المسلسل من الاحتكار والتلاعب الحاصل علنا .. ؟!
أوقفوا الطوابير المذلة… لقد تعب الناس ولم يعد بمقدورهم الصبر , البلاد تحتاج الى حكومة عمل وليس حكومة وعود ..!
هاشتاغ سيريا