أكد رئيس مجلس إدارة "غرفة تجارة دمشق" "غسان القلاع" أن بلادنا تفتقر لثقافة محاسبة التكاليف على مختلف المستويات ولمعظم الأنشطة التجارية والصناعية والخدمية حيث تغيب عمليات احتساب التكاليف الحقيقية عن الشركات والمنشآت والبعض منها غير قادرة بالأساس على احتسابها.
ولفت القلاع خلال ندوة الأربعاء التجارية المخصصة لمناقشة محاسبة التكاليف حسب النشاط إلى وجود نسبة قليلة من التجار والصناعيين ممن يعتمدون على محاسبة التكاليف وممن يمتلكون محاسبين مختصين في التحليل المالي والمحاسبي على الرغم أنها من أهم عوامل النجاح لمعرفة مركز الشركة في السوق وما لها وما عليها خاصة في ظل وجود شركاء.
نواف فخر أستاذ في كلية الاقتصاد جامعة دمشق قال إن العقود الأخيرة شهدت تطوراً كبيراً في المجال التقني والتكنولوجي في ظل العولمة وانفتاح الأسواق وتحرير التجارة العالمية انعكس بشكل كبير على التطور الاقتصادي والإداري والمحاسبي, وقد نجم عن تلك التطورات الانتقال من بيئة الأعمال التقليدية إلى بيئة الأعمال الحديثة مبيناً أن نظام التكاليف ليس رداءً يمكن أن تلبسه أي منشأة فلكل منها ظروفها حسب نوعية نشاطها والمتغيرات التي تحكم أسواقها.
وأضاف: إن بيئة الأعمال التقليدية تتسم بأنها بيئة تنافسية محدودة وضعيفة وباستخدام آلات صناعية أو خطوط إنتاج وحيدة الغرض أو غير مرنة وعمالة كبيرة وتنوع قليل في الأصناف المنتجة في المنشأة الواحدة, وانتشار فلسفة الشراء والإنتاج والمخزون الكبير, وقبول نسب محددة من العيوب والأخطاء, وحماية الدولة للسلع الوطنية من خلال الحماية الجمركية وتقييد الاستيراد للسلع وغير ذلك.
وفي سورية طبق النظام المحاسبي الموحد في منشآت القطاع الصناعي وغيره بحسب فخر ومن أهم مقوماته تقسيم الشركة إلى مراكز تكاليف إنتاجية أو خدمية وتسويقية وإدارية مالية ورأسمالية، فبعد تخصيص وتحميل عناصر التكاليف على مراكز التكاليف تحمل تكاليف مراكز الخدمات الإنتاجية على مراكز الإنتاج ومن ثم تحمل التكاليف الصناعية الإضافية على المنتجات باتباع مبدأ المتوسطات حيث الإنتاج متماثل أو يعامل كمنتجات متجانسة.
وأضاف: إن عناصر التكاليف المباشرة من مواد خام وأجور عمال إنتاج تخصص على أنواع المنتجات, بينما التكاليف الصناعية غير المباشرة والتي تشكل في هذه البيئة حوالي 20 إلى 30% تحمل على أصناف المنتجات باستخدام مسبب تكلفة وحيد وغالباً ما يكون عدد ساعات العمل المباشر أو كمية الإنتاج, وهذا يعني أن المنتجات بأنواعها سواء أنتجت بكميات كبيرة أو صغيرة باستخدام أساس واحد للتحميل (مسبب أو محرك تكلفة واحد) فإنها تمتص نفس القدر من التكاليف الصناعية غير المباشرة وهذا إجراء خاطئ يشوه القياس ويشوه قرارات التسعير المستندة إليه.
ولكن الانتقال إلى بيئة الأعمال الحديثة التي تتسم بأنها بيئة تنافسية حادة على الصعيدين المحلي والدولي, وتصنيعية مؤتمتة مرنة تنتج منتجات متنوعة وتستجيب لمتغيرات السوق السريعة والكبيرة.
وقال: إن نظام الـ ABC, بالرغم من المزايا الخلاقة التي يتمتع بها, لم يحل مشكلة التخصيص ودقة القياس بالكامل, حيث التكاليف على مستوى التجهيزات والتسهيلات (استهلاك مباني المصنع, والضرائب العقارية, والمصاريف الإدارية والمالية, وتكاليف إعداد الموارد البشرية ..) مازالت تخضع لأسس حكمية (تقديرية) في تخصيصها, وهي تشكل نسبة عالية من إجمالي التكاليف غير المباشرة.
في حين اعتبر الدكتور باسل أسعد نظام TDABC أقل تكلفة وأكثر سرعة في التطبيق العملي، وأسهل في الاستخدام وعرض لخطوات تطبيق نظام التكاليف على أساس الأنشطة الموجهة بالوقت ومزاياه والانتقادات الموجهة له.
وعرض الدكتور نبيل الحلبي لنظام احتساب التكلفة على أساس النشاط ABC ومفاهيمه قائلاً: إن الأنشطة - داخل الشركة - تستهلك الموارد والمنتجات تستهلك الأنشطة وتحدث عن مقومات هذا النظام وأمثلة على محركات التكلفة ومزاياه.
عامر خربوطلي مدير غرفة تجارة دمشق أشار في مداخلته إلى موضوع الهندرة وهي جزء من الهندسة الإدارية ويتضمن 130 تطبيق وأن محاسبة التكاليف هي أحد تطبيقاته وفي سورية لايطبق منها شيء إلا بنسب قليلة قائلاً: إن التسويق سابق للإنتاج واليوم المبدأ السائد في الشركات اعتبار كل المنتجات مبيعة باعتماد تطبيقات الهندسة الإدارية.