كشفت دراسة سعرية للسلع والمواد الأساسية عن شهر شباط الماضي نفذها مركز دعم القرار في رئاسة مجلس الوزراء أن أسعار مادة زيت الزيتون سجلت زيادة حتى شهر شباط من العام الحالي بنسبة 56.6% مقارنة مع الشهر ذاته من العام الماضي (2016)، وأن متوسط سعر كيلو غرام زيت الزيتون خلال الشهر الماضي شباط بلغ 1690 ليرة، وأن سعر المادة شهد ارتفاعاً مستمراً منذ العام 2015 حيث سجلت أسعار المادة على مدار العام الماضي متوسط زيادة شهرية تعادل 3.8%.
وأوضحت الدراسة أن الأسباب وراء هذه الزيادات السعرية للمادة تعود للعديد من العوامل أهمها تراجع كميات إنتاج الزيتون، بسبب انتشار الأمراض التي أصابت أشجار الزيتون نتيجة ارتفاع تكاليف المبيدات الحشرية ما دفع العديد من المزارعين للتخلي عن العناية بأشجارهم، إضافة إلى عدم تمكن المزارعين في بعض المناطق من العناية بأشجارهم، نتيجة الأوضاع التي أفرزتها الأزمة. إلى جانب ارتفاع تكاليف نقل وتسويق وجني المحصول بسبب تداعيات الأزمة إضافة لوجود حلقات وسيطة بين المزارع والمستهلك تقوم باحتكار هذه السلعة، ما يؤدي إلى زيادة سعرها.
كما قدمت الدراسة اقتراحات حول الارتفاعات السعرية التي تسجلها مادة زيت الزيتون وأهمها اعتبار محصول الزيتون من المحاصيل الاستراتيجية وتقديم الدعم لمزارعي هذه الشجرة، بما يسهم في تجاوز الصعوبات وتخفيف الأعباء التي يواجهونها، والتعاون بين وزارة الزراعة والتجارة الداخلية وحماية المستهلك فيما يخص تخزين زيت الزيتون، لكسر احتكار السلعة الذي يقوم به بعض التجار، بما يحقق استقرار الأسعار على مدار العام، لما فيه مصلحة المزارع والمستهلك في آن معاً والسماح باستيراد الكميات اللازمة من سلعة زيت الزيتون في الوقت المناسب وبكميات مدروسة عند الضرورة، بما يتوافق مع حاجة السوق ويضمن وصولها إلى المواطن بالسعر المناسب.
أوضح وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عبدالله الغربي أن أسباب الزيادات السعرية في مادة زيت الزيتون يعود لطبيعة المواسم التي تتأثر بها أشجار الزيتون حيث يحدث تفاوت في الإنتاج بين عام وآخر نظراً لهذه الظاهرة وبالتالي تباين معدلات الإنتاج وتوافره في السوق المحلية بالشكل الكافي. مبيناً أن الوزارة تدرس خيار استيراد كميات محددة من زيت الزيتون لتحقيق التوازن في السوق المحلية بين العرض والطلب وتحقيق استقرار سعري لهذه المادة كونها من المواد الأساسية في الغذاء اليومي للمواطن، وأن «السورية للتجارة» ستعمل على توزيع هذه الكميات عبر صالاتها ومنافذ البيع التابعة لها بحيث تغطي مختلف المناطق.
المصدر: صاحبة الجلالة