بدأ "وزير التجارة وحماية المستهلك" حديثه مع "تجار سوق الهال" أمس بغضب عن ارتفاع الأسعار الجنوني الذي أصاب المواد الغذائية بالسوق وخاصة البطاطا والبندورة، مؤكداً احترامه لتجار السوق وزيارته لهم أكثر من مرة أثناء إطلاعه على الواقع التمويني، فأغلبهم تجار راقون لكن هناك بعض ضعاف النفوس
يقومون بالتحكم بأسعار السوق، مشيراً إلى أنه يجب عدم التعامل معهم، فشراء السلعة من عدة أشخاص يرفع سعرها أضعافاً مضاعفة.
وأضاف: ليس من المعقول أن يباع كيلو البطاطا بـ550 ليرة فقلة البضاعة لا تعني الاحتكار أبداً ولا تعني أن تصبح البطاطا كالذهب يتم إخفاؤها بوضع البصل والجزر فوقها كي لايراها المواطنون، وتابع: اليوم حرب البطاطا وغداً البندورة إذا كان المنوال الذي سيتبعه التجار هكذا فسأضطر لاتخاذ إجراءات أخرى.
وقال الغربي: إذا لم يستطع المواطن أن يأكل البطاطا التي تعد أكل الفقراء، فهل يشتري لحم العجل الذي تجاوز سعره 4200 ليرة والذي لا يستطيع أن يأكله هو رغم تجاوز راتبه 95 ألف ليرة شهرياً.
وأشار الى أنه على استعداد لاستقبال التجار والصناعيين وحل مشاكلهم لكن بالمقابل ستقوم الوزارة بقمع أي زيادة في السعر.
وكعادته غسان قلاع (كونترول) الجلسة يتدخل في الأوقات الحرجة ليلطف الأجواء ويجد الحلول للمشاكل المستعصية، فقد أشار على التجار بأن يعلقوا سعر البطاطا بوضوح ليراها المواطنون، مشيراً إلى أنه بعد 47 سنة عمل في غرفة التجارة لم يصدع رأسه سوى موضوع البطاطا، أما التجار الذين كان بعضهم قد حضر أوراقاً للحديث بحماسة عن وجعه بحضرة الوزير وكامل الطاقم التمويني، فقد تحول بعد تهديد الوزير لهم للدفاع عن أنفسهم والتذكير بما قدموه من شهداء تجاوزوا 100 تاجر لكونهم يعملون في منطقة حرجة أمنياً، وبرروا تغطية البطاطا بالقماش وإخفائها أسفل البصل والجزر تجنباً للمطر والشمس والسرقة، ولم ينسوا الحديث عن وجعهم الدائم ألا وهو مصادرة البضاعة من الجمارك في حال الشك بمصدرها وإعادتها بعد تلف أكثر من 80% منها.
ورويداً رويداً بدؤوا بتقديم الولاء والوعود بأنه خلال أيام سينخفض سعر البطاطا ليطالبوا بمنافذ لتصريفها. لتخف لهجة الوزير في ختام اللقاء متمنياً فتح صفحة جديدة مع التجار بشرط البيع بأسعار منطقية ليكون الصلح مستمراً.
نقلا عن صحيفة تشرين