خاص B2B-SY
منذ نحو شهرين أطلقت شركة خاصة في سورية، إنتاج سيارتين بالتعاون مع شركة “إم دي إف” الصينية المعروفة في مجال صناعة السيارات.
وأشارت وقتها الشركة ان السيارتين تتمتعان بجودة عالية سيكونان مدروسين بشكل جيد ويتناسبان مع السوق المحلية ومنافسين لأسعار السيارات المثيلة.
ومنذ نحو 10 أيام تقريباً وافقت “هيئة الاستثمار السورية” على تشميل مشروع لصناعة وتجميع السيارات بأنواعها، و إطارات السيارات بقانون الاستثمار رقم 8 / 2007، بطاقة إنتاجية سنوية 12 ألف سيارة سياحية، و8 آلاف سيارة بيك آب و4 آلاف سيارة بيك آب دبل كبين، و4 آلاف سيارة شاحنة وألفي ميكروباص و50 ألف طن من الإطارات.
إلا أن حصل ماهو كان المتوقع، فقد صدم المواطن بأسعار تلك السيارات التي يتضاهي اسعار السيارات اليابانية او الكورية التي هي بالأصل مختبرة ومعروفة لهم مسبقاً، مقارنة مع تلك السيارات المجهولة و الغير معروفة بالنسبة له.
لكن بالعودة إلى موضوع صناعة السيارات بسورية، فإن عملية الإنتاج أو حتى فكرة تجميع السيارات ليست بالمشروع السهل حالياً في سورية ، في ظل الظروف الصعبة التي تمر فيها حالياً من الحرب التي تدخل عامها السابع.
فقد أشار الخبير الاقتصادي في مجال بيع و شراء السيارات "عامر ديب" لموقع " بزنس 2 بزنس سورية" أن صناعة السيارات في سورية هي ليست عملية استيراد قطع السيارات وتجمعيها فقط وإنما هو عمل معقد و صعب.
وبين " ديب" أن عودة تصنيع و تجميع السيارات في سورية خلال تلك الظروف فإنه يعتبر إنجاز يسجل لتلك الشركات التي بدأت بالعمل، حيث أن منذ نحو أقل من عام ، أعلنت وقتها شركة السورية الايرانية لتصنيع السيارات عودتها لطرح موديلات في السوق السورية تناسب الدخل المواطن من حيث المواصفات والجودة، لكن المفاجىء بعد طرح تلك الشركات لسياراتها في السوق السورية ان أسعارها تتضاهي السيارات اليابانية المستودرة وحتى الألمانية، شكلت عائقاً لدى المواطن لكسب ثقة تلك الأنواع من السيارات الغير معروفة بالنسبة له والتي لم تحصل على ثقة السوق لغاية الآن.
وعليه يوضح " ديب " ان أسعار السيارات التي يتم تصنيعها او تجميعها في سورية يجب أن لا تتجاوز أسعارها السيارات الكورية مثال على ذلك مثلا ان لا تتجاوز ثمن سيارة كيا ريو او حتى فورتي، لأن المواطن ليس لديه الثقة بشراء سيارة بمبلغ ضخم غير معروفة او غير مخبترة.
وأشار " ديب" ان عملية تصنيع السيارات في الظروف الحالية ستواجه في العديد من الصعوبات أهمها" كلفة الانتاج العالية مقارنة مع ارتفاع سعر الصرف والذي يحتم على المصنع استيراد قطع تلك السيارات.
إضافة إلى ان كمية الانتاج التي سيتم إنتاجها من قبل الشركات المصنعة في سورية ستكون قليلة إذا ما قورنت بالمستورد وبالتالي سترتفع كلف الانتاج وعليه سيتم رفع سعر بيعها عند طرحها بالأسواق، وكما هو معروف فإن كمية الانتاج تلعب دوراً هاماَ في تحديد سعر المبيع.
لذلك ستبقى السيارات المستوردة وتحديداً الصينية والتي أصبحت سياراتها تغزو الأسواق العالمية هو الهدف الرئيسي لأي شخص يرغب بشراء سيارات كونها معروفة و مخبترة، لحين ان تكسب تلك الشركات ثقة السوق أولاً ، إذا ان السيارات سورية التصنيع سوف تحتاج لفترة لا تقل عن عام او عامين لتكسب ثقة الزبون خصوصاً في تلك الظروف التي يتحتم عليه الاستشارة ودراسة بعناية شديدة ما السيارة التي سوف يشتريها.
وختم ديب ان تصنيع السيارات في سورية سيكون له الأثر الايجابي على خزينة الدولة لتوفير جزء كبير من القطع الأجنبي الذي كان يذهب لاستيراد سيارة كاملة ، أما في عملية التصنيع فقد يحتاج لاستيراد قطع السيارات و من ثم تجميعها في الوقت الحالي.
كما ذلك سيكون عامل رئيسي لوقف احتكار تجار السيارات المستعملة وبالتالي سوف يكون هنالك مساحة لخفض اسعارهم.
وأوضح ديب ان سيتم خلال الأشهر المقبلة الاعلان عن افتتاح العديد من المصانع السورية لإنتاج السيارات و ستكون بجودة ممتازة واسعار ستكون تنافسية وقريبة للمواطن مع الاخذ بعين الاعتبار كل ماتم ذكره.