عشرات المخترعين يحملون براءات اختراع لأفكار يمكن أن تستثمر في مشروعات اقتصادية مهمة لتجاوز الأزمة, ويبدون في كل لحظة استعدادهم للمساهمة في الحل في وقت عصيب لأزمات خانقة لكنهم طفشوا أو تم تطفيشهم تحت ذرائع عدم تجاوب الجهات المعنية معهم لأسباب تبدو في الغالب (لغاية في نفس يعقوب وقد تستفيق تلك الجهات فجأة بأن تلك الاختراعات موجودة لديها لكنها معطلة وتعمل الآن على تفعيلها كما حدث مع المخترع فريد محمد جعفكلو عندما تحفظت وزارة النفط على اختراعه وعدم الإفادة منه بحجة أنه موجود لديها المشروع نفسه وستعمل قريباً على إعادة استثماره مادفعها لرفض مشروعه (آلية أمان معدنية لصمام أسطوانات الغاز).
50% معطوبة
ليست بحاجة إلى برهان فحوادث الحريق وانفجار اسطوانات الغاز وحوادث الموت الناجمة عنها كثيرة.. وأكثر من 50% من أسطوانات الغاز التي تدخل بيوتنا تالفة ومعطوبة (وتشكل قنابل موقوتة) والسبب, كما يقول جعفكلو, أن معمل الغاز يعمد إلى إغلاق الصمام وشده بوساطة آلة زيادة عن عزم اليد الطبيعي اللازم لفتح الصمام عند الاستخدام مايستدعي استخدام المطرقة والضرب على الصمام ليفتح مايجعل الاسطوانة مع التكرار عرضة للتسريب للموت المحتم.
وإذا ماحاولت استبدال الأسطوانة من الموزع يفرض عليك مبلغ ألفي ليرة (عطل وضرر) تبديل من المصدر..
جعفكلو من خلال اختراعه يضع حداً مقبولاً للهدر بالمال والبشر الناجم عن التسرب من جهة وسرقة الموزعين للمادة من جهة أخرى, يقول جعفكلو: إن مهندسي إدارة عمليات الغاز متحاملون عليه لكونه أبدى تحدياً في ذلك على وسائل الإعلام حينما شرح أهمية اختراعه مادفعهم إلى رفضه.
أهمية بالغة
هيثة الاستثمار في كتابيها إلى وزير النفط ووزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك أكدت أن المعنيين في الهيئة بعد دراسة اختراع (آلية أمان معدنية لصمام أسطوانة الغاز) أن براءة الاختراع الممنوحة للمخترع (جعفكلو) من قبل وزارة الاقتصاد والتجارة الداخلية برقم 2377 تاريخ 16/8/2011 أكدت أهمية الاختراع من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية ولاسيما لجهة تخفيض الحرائق ودفع الأخطار عن المنازل وحماية المستهلك وتحقيق سلامته وطلبت هيئة الاستثمار من الوزارتين تبني هذا الاختراع ووضعه موضع التنفيذ وإعلامها بذلك.
مع الإشارة إلى أن هيئة الاستثمار السورية تقوم بالتنسيق مع أحد المستثمرين والمخترع جعفكلو لاستثمار اختراعه حيث يقوم مدير خريطة الاستثمار بالهيئة بالتنسيق مع المستثمر لتنفيذ الاختراع والإفادة منه مع أحد المستثمرين الذي أبدى استعداده للاستثمار فيه.
رفض.. وتحفظ
وكان المخترع جعفكلو قد تقدم ببراءة اختراع جديدة يهدف منها الاستفادة المثلى من أسطوانة الغاز وتسهيل استخداماتها المنزلية وتسهيل استثمارها لاستخدامات متعددة من خلال تصميم صمام متعدد الاستخدامات (للإنارة والتدفئة والطهو) وبأحجام مختلفة وقد رفضته وزارة النفط على أنه ليس بجديد ولديها المشروع نفسه لأسطوانة متعددة الأحجام لكنه معطل العمل به في المستودعات وبحسب مصدر في إدارة عمليات الغاز فقد تم التحفظ على استثمار (آلية أمان معدنية لصمام أسطوانة الغاز) الذي تبنته هيئة الاستثمار لوجود مثيل له لدى الإدارة في المستودعات لكنه معطل العمل به, وبحسب تلك المصادر فإن التحفظ على الاختراع جاء على خلفية تحامل بعض المهندسين في الإدارة على المخترع نظراً لكونه أجرى عدة لقاءات إعلامية تشرح اختراعه وخطوات التعثر التي واجهته في محاولة استثماره من قبل إدارة عمليات الغاز.
يشار إلى أن البديل الحالي الذي ستعتمده الإدارة هو (سدات بلاستيك لصمام الأمان) مايعني استمرار التلاعب بالوزن من قبل الموزعين واستمرار حوادث الحريق والكوارث التي يصاب بها ويتعرض إليها المواطنون من جراء الأعطاب الكثيرة في أسطوانات الغاز. وزارة النفط إدارة عمليات الغاز قالت: إن هذا الإختراع «العزقة المسدسة» موجود لدينا مسبقاً منذ سنوات لإختبار الصمامات الجديدة المستوردة«بحالة الفتح» وهذا الإختراع لا يمكن استخدامه لوجود مغاطس مائية للفحص وأجهزة فحص صمام إلكترونية قبل توزيع الإسطوانات عدا عن ذلك فإن الإختراع يقلل الإنتاجية ويسبب إرباكات بالعمل. والسؤال الذي يطرح نفسه طالما أنه توجد لدى الوزارة نماذج مماثلة للإختراعات التي تقدم بها لماذا لايتم العمل بها للحد من الكوارث الناجمة عن الأعطاب الكثيرة لإسطوانات الغاز؟ أم أنها استفاقت بعد أن أيقظها إختراع «جعفكلو» لتطعن بسلامته رغم أنه مدمغ ببراءة إختراع صادرة عن جهات عامة معترف بها دولياً.
تعهد
وكان المخترع جعفكلو قد أبدى استعداده الكبير من خلال اختراعه (سدة أحكام لصمام الأمان لأسطوانة الغاز) من المعدن أن يوفر ويحد من هذه الحوادث الكارثية وبما يوفر على خزينة الدولة أموالاً طائلة تذهب إلى جيوب الموزعين لمادة الغاز.. وينتظر على أحرّ من نار الغاز أن يرى اختراعه النور هو وغيره كثير من المخترعين الذين يتعثرون مع الجهات العامة لاستثمار إبداعاتهم والمشاركة في حل الكثير من الأزمات الخانقة التي يعانيها المواطن والمساهمة في إعادة الإعمار التي تحتاج كل الجهود بدل أن تبقى عشرات بل مئات الاختراعات مجرد براءات اختراع معلقة على الجدران ولامانع من أن تكون هناك جهة محددة ترعى وتتبنى تلك الإبداعات والإفادة منها بدل أن يطفش أصحابها أو يهاجروا كما حدث مع بعضهم.