خاص B2B-SY
"طعمي التم بتستحي العين" كان هذا العنوان الأنسب لاجتماع الهيئة العامة لبنك خاص في سورية الذي أقيم اليوم في فندق الفور سيزن بدمشق.
حيث وزع بنك خاص اليوم سلل غذائية على مساهميه والتي تضمنت رز، سكر، معكرونة، زيوت، منظفات، مربى نوعين، دبس رمان، عصير توت شامي، زعتر، ورق غار، نعنع يابس بالإضافة إلى مصنوعات يدوية وذلك كهدايا عينية و رمزية للمساهمين السوريون.
هذه الحادثة تحصل للمرة الأولى في اجتماعات الهيئة العامة للبنوك الخاصة سواء في سورية او خارجها، فنحنا نعرف ان الهدايا تكون قطع الكترونية مثلاً او مكتبية وغيرها من الهديا التي أصبحت معروفة.
لكن فطور دسم قبل الأجتماع و سلة او حصة غذائية بعد الإجتماع ، تكون الرسالة واضحة ووصلت للجميع.
البنك الخاص أعلن أنه لن يتم توزيع أرباح على المساهمين، السبب أنه لا يوجد أرباح بل خسائر متراكمة وصلت لأكثر من 2.5 مليار ليرة، استدعت من بعض مساهمي البنك ان يربطوا السلل الغذائية بعدم وجود أرباح لينطبق المثل القائل " طعم التم بتستحي العين"
وقد عبر الكثير من المساهمين السوريين بحسب متابعة الفريق الاقتصادي لموقع "بزنس2بزنس سورية" عن غضبهم إزاء هذا الموقف المفاجئ من قبل البنك والذي لم يجدوا له تفسيراً آخر سوى الذل والإهانة المقصودة، لأن ذلك لم يحدث من قبل ومن عادات و تقاليد الاجتماعات توزيع سلل غذائية خصوصاص ان هنالك رجال أعمال و مستثمرين و أصحاب شركات ومعامل مساهمين في ذلك البنك.
وقد ذكر أحد مساهمي البنك لموقع "بزنس2بزنس"أن يتم إرسال تلك الحادثة لمجلس الوزراء و مصرف سورية المركزي و كافة الجهات المعينة.
فهل اعتبر ذلك البنك ، المستثمرين السوريين "متسولين" ليعطيهم حصصاً غذائية بدلاً عن أموالهم أم اننا فهمنا الموضوع بالخطأ و قد تكون تلك السلل بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك أو أن سلل دعائية و عينية لا أكثر و لا أقل !؟؟
نسبة كبيرة من المسهمين السوريين الذي حضروا الاجتماع، رفضوا استلام تلك الهدية او السلة الغذائية، لانهم ليسوا بحاجتها على حد تعبيرهم وأنهم الأجدى ان يتم مناقشة أسباب الخسائر المتراكمة و عدم وجود أرباح لأسهم البنك وأين يتم استثمار اموال البنك.
ويتساءل المساهمين السوريين: "لقد حاولنا المساهمة بكل قوتنا في بناء الصرح الاقتصادي لسورية ودعم الليرة السورية، فهل يحق للبنك أخذ أموالنا وتشغيلها في أسواق العربية والخليجية وتعويضنا ب “حصة غذائية" !!
أو أن يقوم بإرسال رأسماله و تشغيله بفرع أخر للبنك خارج سورية.
و يتساءل بعض المساهمين في البنك عن حجم راتب المدير التنفيذي للبنك و عن أعضاء مجلس الإدارة و انه يحق لهم الاطلاع على تلك التفاصيل المالية و اين يتم استثمار أموالهم سواء بالليرة السورية او بالقطع الأجنبي.
ونرى أن المدير التنفيذي الذي يأخذ راتبه من أموال السوريين، قد أصبح يتصدق عليهم ويهين كرامتهم، وهنا لابد من إيصال صوت هؤلاء المساهمين السوريين للجهات المعنية.
وللتذكر بالقانون الذي نص عليه الاستثمار المالي في سورية، بأنه لا يمنع في حال الاتفاق الصريح بين المستثمر والبنك على دفع عوائد الاستثمار بشكل عيني، ولكن هذا الاتفاق يخرج عن طبيعة عمل البنوك وعن طبيعة عقد الاستثمار بحسب أن الغرض من وضع مبلغ من المال قيد الاستثمار هو الحصول على منافع مالية: نقود أو أسهم، ولا يجوز استبدال الأرباح ببدائل أخرى حيث أن الأشياء المادية وإن كانت تقدر بالنقد فهي لا تحل محل النقود حين الوفاء.