مدينة اللاذقية وبسبب سوء التخطيط خلال السنوات الماضية تعرضت لظلم كبير نتج عنه سور حجز مدينة اللاذقية عن البحر من كل الاتجاهات بدءاً من المرفأ الذي حجز الواجهة الغربية للمدينة بكاملها مروراً بالكورنيش الجنوبي الذي كان متنفساً لأهل اللاذقية من الفئات المتوسطة والفقيرة بقصد الاستمتاع بمنظر البحر وارتياد المقاهي الشعبية ولكن تم بقدرة قادر بناء سور وتم حجب المنطقة عن الأهالي ومنحها لمستثمرين لإقامة منشآت ذات الخمس نجوم, والأمر ذاته ينسحب على المدينة السياحية الشمالية إذ تم هدم كل المنشآت التي يرتادها المواطنون وتعد رخيصة وهي جول جمال(الكرنك) 90 شاليهاً ومسبحاً للمعلمين كما ان غرب المنتجع وشرقه التي كانت مسابح حرة وضع سور من الشباك بين البحر والشاليهات التي يقدر عددها بـ 1500 شاليه وحرم الناس من شاطئ طويل.
الأغلبية من المواطنين عبروا عن امتعاضهم مع بداية الموسم فكيف تتم الموافقة على بيع وطرح استثمار جميع المقاسم على الشاطئ السوري من دون وضع رغبات الناس موضع الاهتمام وإذا كان شاطئنا سيصبح حسب المنشآت التي منحت تراخيص للعمل كلها خمس نجوم ، فأين النجمتان والشعبي حتى يستطيع المواطن السوري الاستفادة من الشاطئ و أين هو التشجيع على السياحة الداخلية؟.
استطلعنا آراء الشارع المحلي في اللاذقية, يقول المدرس «احمد» من رأس شمرا: تصوروا أن المئات من أهالي رأس شمرا الذين يعيشون مقابل البحر على بعد بضعة أمتار منذ أجدادهم وحياتهم مرتبطة بالبحر, لن يتمكنوا بعد الآن من الاقتراب من البحر وحتى مشاهدته مع نية الشركة بناء جدار إسمنتي وسيضطرون لمن يرغب منهم في السباحة إما أن يدفع للسباحة في منشأة خمس نجوم وهذا ما ليس في استطاعتهم أو الذهاب إلى مناطق خارج اللاذقية للسباحة.
ماهر وحسام ورامي شبان يرتادون الكورنيش للتسلية وبعد أن منعت المقاهي الشعبية يقولون: نحن كشباب لسنا من أصحاب الدخول العالية وكان الكورنيش متنفساً لنا ولأهالينا والآن لانعرف كيف سنستمتع بقضاء الصيف إذا كنا كمواطنين سوريين سنحرم من أبسط مقوماتنا السياحية وأماكن الترفيه الرخيصة.
عضو "غرفة السياحة في اللاذقية" "مروان السيد" يقول: إن وزارة السياحة تطلق وعوداً ولكن على أرض الواقع لايوجد أي اهتمام بالطبقات الوسطى والفقيرة وخطط الوزارة لا تراعي مصالح الطبقات الوسطى والفقيرة و إنما هي مزيج من التخبط والعشوائية لأن جذب السائحين الأجانب لا يحتاج فنادق خمس نجوم فقط بل أيضا نجمتين وثلاثاً أيضاً إضافة إلى مجمعات سياحية رخيصة وتقليدية وتراثية تراعي تاريخ بلدنا ما يشجع السياحة الشعبية والخارجية. مالك العلي صاحب شركة سياحية يؤكد أن الواجهة البحرية لهذه المدينة الشاطئية ينبغي أن تبقى محور الاهتمام وأن تؤخذ كأولوية في مجمل الخطط والبرامج والدراسات ولاسيما أن الوقت لم يفت بعد وأن الفرصة لا تزال سانحة لإبراز معالم هذه الواجهة بكل مفرداتها ومكوناتها،
يذكر أن "وزارة السياحة" وضعت إشارة استملاك على الشريط الساحلي منذ عام 1975 وبناء على ذلك أستملك ما يقارب 95 في المئة من الشريط الساحلي السوري بهدف تطوير السياحة وحالياً وبعد \42\عاماً على قرار الاستملاك مازال الوضع يراوح مكانه فالاستملاكات مازالت قائمة في ظل غياب أي مشروع استثماري والفلاحون مقيدون بقرار الاستملاك والقسم الأعظم لم يقبض بدلات الاستملاك التي عدوها مجحفة في حقهم, مع الإشارة إلى أن كل المشاريع السياحية التي طرحت في سوق الاستثمار السياحي اقتصرت على مركز المدينة في الكورنيش الجنوبي والشاطئ الأزرق التي هي في الأساس مناطق معروفة داخل وخارج القطر وليست بحاجة للتعريف بها وكان الأجدر بوزارة السياحة إذا كانت مهتمة بالتطوير السياحي أن تطرح مناطق الاستملاكات من البدروسية حتى جبلة وإلا ما مبرر بقائها مستملكة؟.