خاص B2B-SY
يبدو أن العوز والحاجة وارتفاع تكاليف الحياة المعيشية كانت العنوان الأبرز لأيام الشهر المبارك عند الكثير من العوائل السورية في ظل غلاء المعيشة وانخفاض السيولة، ولا يختلف الحال كثيراً في كل المحافظات السورية التي تعاني الكثير من أسرها من الغلاء لدرجة أنها تنفق ثلاثة أضعاف ما تنفقه في الأشهر العادية.
موقع بزنس2بزنس سورية| فاطمة عمراني
ها هو المسلسل الرمضاني نفسه يتكرر في كل عام والمتعلق بارتفاع أسعار المواد الغذائية ليحرم الكثيرين من عيش أجواء الشهر المبارك، حيث اقتصرت موائد الإفطار والسحور على الأساسيات فقط.
وفي استطلاع للرأي أجراه الفريق الاقتصادي لموقع "بزنس 2 بزنس" أكد الكثير من المواطنين السوريين أن الأسرة إذا أرادت تجهيز مائدة إفطار متوسطة تحتاج إلى ما يزيد على 8000 ليرة كحد وسطي فضلا عن مائدة السحور التي افتقدت هي الأخرى إلى البيض والجبن كحد أدنى تحتاج وسطياً إلى 3000 ليرة.
ووفقًا للأسعار الحالية للسلع الغذائية، فإن تكلفة وجبة السحور لأسرة مكونة من 5 أفراد قد تصل إلى 6000 ليرة كحد وسطي، بحسب أراء بعض المواطنين، حيث تشمل وجبة السحور كما أخبرنا العديد من رواد سوق الشيخ محيي الدين.
وتشهد أسعار المواد الغذائية المخصصة للسحور ارتفاعاً واضحاً، حيث بلغ سعر علبة المرتديلا الكبيرة من ماركة دجاجنا 1250 ليرة، والصغيرة 575 ليرة، أما بالنسبة لماركة مرتديلا التغذية فوصل سعر العلبة الكبيرة إلى 2150، والصغيرة 1150 ليرة.
كما بلغ سعر علبة حلاوة البرج النوع العادي 650 أما الإكسترا 850 ليرة، وجبنة الوديان 700 ليرة، ولبنة الوديان 1000 ليرة، بينما وصل سعر جبنة الشلل إلى 2400 ليرة، وجبنة القشقوان 2700 ليرة، وسعر كيلو الزيتون بحسب نوعه حيث بلغ وسطياً 1000 ليرة، أما صحن البيض فوصل سعره لـ 1200 ليرة سورية.
ومع أن الوجبات في شهر رمضان تقتصر على الإفطار والسحور فقط، بعكس باقي الأيام التي تحتاج الأسرة فيها ثلاث وجبات يومياً، أكد الكثيرين من رواد أسواق دمشق لموقع "بزنس 2 بزنس" أنهم ينفقون في رمضان 3 أضعاف ما ينفقونه في الأشهر العادية وذلك بسبب استغلال التجار لهذا الشهر ورفعهم للأسعار.
وتقول أم عادل (ربة منزل) لموقع "بزنس 2 بزنس": "اقتصرت وجبة السحور لدي على الزيت والزعتر والزيتون مع الشاي، راتب زوجي 40 ألف، وهو يكاد لا يكفي لتأمين ثمن وجبات الإفطار لعائلتي المكونة من 5 أفراد، ولا نستطيع تأمين المواد الغذائية للسحور".
أما ناديا (موظفة) فتؤكد لموقع "بزنس 2 بزنس" آراء كل من سبقوها في استطلاع الرأي حيث تقول: " أصبحت معظم الأسر السورية تعيش أوضاعاً صعبة للغاية، وحرم الكثيرين من تأمين أساسيات المواد الغذائية في شهر يفترض أنه يسمى بالكريم لكنه جاء على السوريين عكس ذلك".
ومع التصريحات الحكومية المتكررة بقدرتها على السيطرة وضبط الأسعار في الأسواق، لا يزال المواطن السوري محاصرًا في هذا الشهر بعبء زيادة الأسعار التي ستؤثر على كميات شرائه وقد تحرمه تأمين أبسط احتياجاته الغذائية.