شن " الصحفي أيمن قحف" هجوماً على الحكومة وصفها بأنها حكومة الأخطاء القاتلة، وقال في افتتاحية له في صحيفة "بورصات وأسواق" حكومتنا التي يفترض أنها بلغت سن الرشد بل والتخرج من الجامعة،قبلنا منها الكثير من التجارب والأخطاء تحت شعار النوايا الطيبة وظروف الأزمة ،لكنها ارتكبت خلال أشهر ما لم ترتكبه أية حكومة سابقة من "أخطاء قاتلة"بحق الدولة والشعب؟!!
وأضاف: آخر أخطائها القاتلة – وليس الأخير-تعميم تهديد الإعلاميين واتهام من ينتقد المسؤولين بأنه يضر بـ "هيبة الدولة"! !ومهما حاولت من "ترقيع"فالأمر عبث بعبث لأن العقل الذي ينتج هكذا قرارات لا يمكن إصلاحه!
إن أولى أخطاء الحكومة كانت الروح الانتقامية التي سادت منذ اليوم الأول فتم استهداف معظم المحيطين برئيس الحكومة السابق رغم أنهم مجرد موظفين عند منصب رئيس مجلس الوزراء وليس عند اسم ما!!
مع خلو المجلس من الأمين العام ومدير مكتبه اللذين كانا ذاكرة المؤسسة دون صبر لنقل الخبرة وبقية المديرين صار على الحكومة أن تعيد اختراع الدولاب وأن تتعلم في مرحلة حرجة،والأمر ليس دفاعاً عن أفراد والكل يعرف مواقفنا الناقدة تجاه الحكومة السابقة..
تم إعفاء عدد من المديرين العامين ،وللمصادفة معظمهم من المشهود لهم بالكفاءة !
تواصلت الأخطاء مع شعارات مثل "مكافحة فساد قطاع التأمين"!!!أما لماذا أعطي الأولوية فهذا أمر يعرفه رئيس مجلس الوزراء وشخص آخر في المجلس سبق وهدد قيادات القطاع علناً.
لقد انتصر فريق على فريق –بقوة قرارات الحكومة وتحت شعار القضاء على الفساد و من يتمعن في مجريات الأمور ونتائجها يجد أن الأمر الوحيد الذي تغير هو عودة أسماء الفريق المدعوم من الحكومة للمناصب وخروج الخصوم بل والمحايدين حتى لو كانوا بقامة مثل الدكتور عمار ناصر آغا-!!
هل سنحصل على نتيجة سوى تخريب قطاع التأمين والاساءة لسمعته وسمعة الاستثمار وترسيخ دور "تعسفي"للحكومة؟!!
دخلت الحكومة ساحة المصارف،تحت مسمى شعبوي هو "استعادة الأموال المسلوبة"،دمرت سمعة المصارف العامة والادارات المصرفية والسرية المصرفية، ولأجل بضعة مليارات تتم استعادتها من أصل مئات المليارات المتعثرة والضائعة، لم تجد الحكومة ضيراً في استخدام سلطاتها الادارية وليس القوانين المصرفية لتحقيق البطولات!!
وستثبت الأيام أن حجم الضرر أكبر بكثير من حجم الاستفادة..
قررت الحكومة حل مشكلات البلد والتصدي لهموم المواطن فقررت "تقسيم جامعة دمشق"،وقلت يومها أنه قرار تخريبي ولن يمر، وبالفعل لم يمر ولكنه أثار التساؤلات عن "العقول"التي تدير الحكومة؟!
يمكنني أن أسرد عشرات الأمثلة الأخرى،ولكن أعتقد أن هذه العناوين تكفي لرسم صورة حكومة يهوى رئيسها الاستعراضات وخبر بها، وعندما سمع صوتاً غير مهلل أو بعض نقد أراد أن يضرب بسيف "هيبة الدولة" لكنه فشل هذه المرة لأن صوت الإعلاميين كان أقوى بتكاتفهم..
أعرف أن الطابع الغالب للحكومة ورئيسها هو"النوايا الطيبة" ولكن بدون خطة ورؤية وأدوات والاستفادة من خبرات الجميع وأن يكون المواطن بحق هو البوصلة فإن الاستعراضات ستبقى استعراضات وستزداد حال المواطن سوءاً وسنصل إلى أطلاق صفة"حكومة موظفين"مرة أخرى على هذه الحكومة،بل قد أعيد سؤالي الشهير:"من وين جايبين هالزلم"؟!!
نقلا عن صحيفة بورصات وأسواق