خاص B2B-SY
لا تخلوا وجوه السوريين عادة من نظرة المفاجأة عندما يستلمون فواتير الغداء في مختلف مطاعم دمشق، ويكتشفون أن الأسعار مختلفة عما كتب على لائحة الطعام، حيث رفعت المطاعم أسعارها بشكل كبير مؤخراً بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار الذي تجاوز حدود الـ 500 ليرة سورية.
خاص موقع بزنس2بزنس سورية| فاطمة عمراني
اليوم بات من الصعب الذهاب إلى المطاعم باستمرار لذوي الدخل المحدود، في ظل الارتفاع الغير مبرر من أصحاب المطاعم والذب سيحرم الكثير من المواطنين من هذا النوع من الرفاهية، إذا متوسط سعر وجبة الطعام اليوم لا يقل عن ثلاثة آلاف ليرة ومتوسط دخل الفرد هو ثلاثون ألف ليرة فقط، وبذلك لن يستطيع الفرد الذهاب إلى المطعم ولو مرة واحدة في الشهر بعد هذا الغلاء.
وشهدت أسعار الوجبات السريعة والمشروبات بكافة أنواعها ومختلف تصنيفاتها ارتفاعاً بما يعادل 40% عن قرار التصنيف الذي وضعته وزارة السياحة، وذلك بحسب آراء العديد من رواد مطاعم دمشق.
الأسعار المبنية على تصنيف المطاعم باتت “كارثية”، وفقاً لما أشار إليه العديد من المواطنين لموقع "بزنس 2 بزنس"، أصبح سعر فنجان القهوة 500 ليرة سورية، وإذا ما تم إضافة زجاجة مياه وعلبة محارم، والرسوم والضرائب المرفقة، فإن الفاتورة تصل إلى أكثر من ألف ليرة سورية، بحسب ما نقلته الصحف الرسمية.
وتأكيداً على غياب الرقابة الحكومية عن المطاعم اعتاد بعض السوريين نشر فواتير المقاهي والمطاعم التي يرتادونها على صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، ووفقاً لتلك الزيادات التي إطلع عليها موقع "B2B-SY"، “أصبح سعر وجبة الكوردون بلو 2250 ليرة للمطعم العادي و2950 للمطعم من فئة النجمتين و3700 ليرة للمطعم 3 نجوم”.
أما وجبة كوردون بلو لحم، فأصبح سعرها بـ 4750 ليرة والنجمتين بـ 5950 ليرة و3 نجوم بـ 7450 ليرة، في حين أصبح سعر كيلو المشاوي 12500 ليرة، وكيلو الشرحات المطفاية 17500 ليرة، وكيلو الشيش 6000 والفروج المشوي 4500، وبلغ سعر كل من قرص الكبة بأنواعها أو المقبلات بأنواعها 500 ليرة.
كما تم تحديد سعر الأركيلة 600 ليرة، وفي مطاعم النجمتين بـ 800 وفي 3 نجوم بـ 1000 ليرة”.
وبالرغم من جولات وزير السياحة بشر يازجي التي يتفقد فيها واقع عمل المنشآت السياحية والشعبية، والتي كان آخرها جولة في منطقة بلودان لمعاينة مدى جودة الخدمات المقدمة للزوار والتقيد بالأسعار والشروط الصحية، لم تمنع تحذيرات السياحة من مخالفات المطاعم.
ويبرر أصحاب المطاعم ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء ضمن الوجبات المقدمة، إضافة إلى الخضار والفواكه، والزيوت والسمون، فضلاً عن ارتفاع أجرة اليد العاملة وتكاليف استهلاك الطاقة من كهرباء ومازوت وأسطوانات الغاز.
وتثير تبريرات أصحاب المطاعم سخرية واستياء السوريين الذين نددوا بما وصل إليه حال المطاعم في دمشق من استغلال في الأسعار وسط غياب الرقابة وطالبوا وزارة السياحة بالتصرف إزاء هذه الأسعار الجنونية.
يقول محمد (موظف) للفريق الاقتصادي لموقع "بزنس 2 بزنس": "كل شخص يجب أن يدفع عن نفسه، ففي ظل الارتفاع الأخير ألغينا فكرة تناول الوجبات في المطاعم حيث نجتمع أنا وأصدقائي كل خميس وتقتصر طلباتنا على العصير أو الشاي إلى جانب الأركيلة التي يرتفع سعرها تدريجياً، ونتجه في أغلب الأحيان إلى ساروجة حيث المقاهي المتواضعة في أسعارها والتي تناسب أصحاب الدخول المتوسطة".
أما سمر (طالبة جامعية) فتؤكد كلام محمد وتقول: “إن أسعار مطاعم الأحياء الشعبية لا تختلف أكثيراً عن أسعار المطاعم ذات النجوم، لذلك هي تفضل عدم ارتياد هذه المطاعم".
بات ارتياد المطاعم بشكل دوري حلم يضاف إلى قائمة أحلام السوريين التي تطول يومأ بعد يوم، وأصحبت صور وجبات الدجاج واللحمة يستمتع بها ذوي الدخل المحدود من بعيد على مبدأ "شم ولا تدوق".