كشفت البيانات المالية للمصارف الخاصة في سورية عن الربع الأول للعام 2017، عن انخفاض أرباح 12 مصرفاً من أصل 14 مصرفاً عاملاً في السوق السورية بإستثناء كل من مصرفي " بنك سورية والخليج" والذي لم يعلن عن نتائجه و " البنك العربي" الذي سجل خسارة خلال الربع الأول بنسبة وصلت إلى 95.3% عن الربع الأول من العام 2016.
ووفقا للبيانات فقد حققت البنوك مجتمعةً أرباحاً بنحو 3.025 مليارات ل.س مقارنة مع 64.2 مليار ل.س في الربع الأول من العام 2016، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى استقرار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي خلال الفترة المنصرمة ما أدى إلى انخفاض حاد في الأرباح غير المحققة الناتجة عن تقييم مركز القطع البنيوي لهذه المصارف.
حث برزت آثار استقرار سعر صرف الليرة السورية على نتائج المصارف الخاصة، بإظهار حجم الأرباح الحقيقية الناجمة عن أنشطة التشغيل بعد استبعاد الأرباح غير المحققة الناجمة عن إعادة تقييم مراكز القطع البنيوي مع تغير سعر الصرف، علماً بأن العديد يصف هذه الأرباح غير المحققة بـ«الوهمية».
هنا يمكن القول إن تحقيق المصارف الخاصة في الربع الأول 2017 لأرباح بحدود 3.025 مليارات ل.س في ظل وجود مصاريف تشغيلية لإجمالي المصارف تخطت حاجز 7.089 مليارات ل.س (التي تشمل نفقات الموظفين واستهلاكات الموجودات الثابتة ومخصصات الخسائر الائتمانية والمخصصات المتنوعة والمصاريف التشغيلية الأخرى) يعدّ إنجازاً مهماً للمصارف السورية الخاصة بعد 7 سنوات من بدء الأزمة في سورية ودليلاً على ثباتها في ظل شبه توقف للنشاط المصرفي بشكل عام ولنشاط الإقراض بشكل خاص، وفي هذا الصدد لا بد من ذكر حجم المصاريف التشغيلية لإجمالي المصارف الـ12 في الربع الأول 2016 التي بلغت حينها نحو 13.8 مليار ل.س، علماً بأنه في ظروف الحرب يعد الوصول إلى نقطة التعادل والخروج بأقل خسائر ممكنة، إنجازاً مهماً.
بنظرة على قوائم دخل المصارف الخاصة التقليدية والإسلامية (دون بنك سورية والخليج الذي لم ينشر قوائمه المالية للربع الأول 2017 لغاية الآن ودون البنك العربي الذي حقق خسارة بواقع 870 مليون ل.س في الربع الأول من العام 2017) نجد أن 8 مصارف من أصل 12 مصرفاً لم يحقق أي أرباح نتيجة إعادة تقييم مركز القطع البنيوي على حين سجلت المصارف الأربعة الأخرى مجتمعة أرباحاً غير محققة ناتجة عن إعادة تقييم مركز القطع البنيوي في الربع الأول 2017 لا تتجاوز 226 مليون ل.س، مقارنة مع تسجيل المصارف كافة الـ12 لأرباح غير محققة ناتجة عن تقييم مركز القطع البنيوي في الربع الأول من العام 2016 التي بلغت 61.4 مليار ل.س.
وأظهرت بيانات الربع الأول 2017 تفوق المصارف الإسلامية الثلاثة العاملة في السوق السورية من حيث حصتها في إجمالي دخل المصارف الخاصة حيث بلغت في الربع الأول 2017 نحو 1.8 مليار ل.س مشكلة نسبة 60 بالمئة من إجمالي أرباح المصارف الخاصة السورية (باستثناء مصرف سورية والخليج والبنك العربي).
وكشفت النتائج المالية للمصارف الخاصة عن ارتفاع موجوداتها خلال الربع الأول 2017 لتتجاوز 1.824 مليار ل. س مقارنة بـ1.731 مليار ل. س نهاية العام 2016 أي بنسبة نمو بلغت 5 بالمئة.
وكذلك الأمر فقد بلغت موجودات المصارف الإسلامية نسبة 40 بالمئة من إجمالي موجودات المصارف الخاصة (باستثناء مصرف سورية والخليج)، حيث بلغت في الربع الأول 2017 نحو 718 مليار ل. س.
ومن ناحية أخرى، ارتفعت حقوق المساهمين لدى المصارف الخاصة لتتجاوز 348.7 مليار ل.س مقارنة بـ346.1 مليار ل. س في نهاية العام 2016 (هذه الأرقام باستثناء بنك سورية والخليج)، كما تظهر البيانات أيضاً حصة المصارف الإسلامية الثلاثة من إجمالي حقوق مساهمي المصارف الخاصة حيث بلغت في الربع الأول 2017 نحو 80.7 مليار ل.س مشكلة نسبة 23 بالمئة من إجمالي مساهمي المصارف الخاصة.
المصدر: صحيفة الوطن